دوا ليبا.. حكاية مطربة تجاهر بإنسانيتها وغنوة تؤثر في جيل الشباب!

"دوا ليبا"، يتردد هذا الاسم على مسامعنا، ونتتبعه، مع كل حدثٍ فني، مرتبط بالإصدارات الموسيقية، أو المهرجانات الفنية، أو محافل الجوائز والتكريمات، وغيرها.

كيف لا! والحديث عن الموسيقى والأضواء يستوجب حضورها، وذكرها، كونها باتت عنصرًا بارزًا في صناعة الفن اليوم، واختياراتها تؤثر في جيل الشباب، من موسيقيين، ومحبي الفن حتى.

وهذا ما يبرر الاهتمام الزائد بإنتاجها الغنائي الأخير، ألبوم "التفاؤل الراديكالي/ Radical Optimism"، والذي يحمل رقم 3 في مسيرة نجمة البوب العالمية، كما جاء بعد مرور 4 سنوات على ألبومها الثاني "حنين المستقبل/Future Nostalgia"، الحائز على جائزة "غرامي أوورردز" للعام 2021، كأفضل ألبوم بوب.

واحتل مراكز متقدمة ضمن قائمة "Billboard"، وكان الأكثر استماعًا على "Spotify" من بين الإصدارات الموسيقية النسائية. لذا كان العبء ثقيلًا على "Radical Optimism"، والمسؤولية أكبر على ليبا. 

سبق "التفاؤل الراديكالي" بفترات متقاربة نوعًا ما، إصداراتٍ مختلفة لنجماتٍ لهن وقعهن الخاص، على الساحة الغنائية، مثل "جينيفر لوبيز"، و"تايلور سويفت". والأخيرتين غلبت العاطفة، وطابع السيرة الذاتية على شكل أعمالهم، في حين لم يبلغ ألبوم "دوا ليبا" هذه الدرجة، من الحديث عن الذات، وتناول القصص الشخصية، ولكن الأكيد أنها قدمت منتجًا موسيقيًا غنائيًا، لا يشبه سابقه. 

نرشح لك: تايلور سويفت.. سر مليارديرة العقد الثلاثينية في قسم الشعراء المعذبين!

على الرغم من أنها تجاهر بمواقفها الإنسانية، تجاه قضايا الشعوب، والإبادة بحق الشعب الألباني، والمجازر المستمرة في غزة الفلسطينية، ولكن كل هذا لا يظهر في موسيقاها. 

والآن في "أراجيك فن" سنتكلم عن التفاؤل الراديكالي ورحلة دوا ليبا في هذا العالم!

مليارات الاستماعات، وملايين من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، والمدرجات، ومسيرتها لم تصل إلى 10 سنوات بعد. هذا دليل على قوة وثبات دوا ليبا في المجال الموسيقي، وأنها مغنية حقيقية مثل الأخريات الناجحات، وليست صبية رائجة الآن، لديها وهجٌ سيختفي يومًا. 

وهذا مرده إلى شغفها بالفن، وتأثرها بمغنيات لامعات، يمتلكن قوة رهيبة في الشخصية الفنية مثل: "نيللي فورتادو"، و"بينك"، ما عكس على أسلوبها الغنائي. 

لكن لم تحاول دوا ليبا إرضاء فضول الجماهير، كمثيلاتها، ولم تروج لفضيحة ما، ولم نسمع من الصحافة (الباباراتزي)، عن أفعالٍ وسلوكياتٍ من قبلها، تمكنها من تصدر العناوين الرئيسية، والتريند. ولا نعرف كثيرًا عن حياتها، إلا ما يجب معرفته، لفهم من أين أتى ولعها بالفن. 

هي بالتأكيد عكس "أديل"، و"تايلور سويفت"، و"جينيفر لوبيز"، اللاتي يخبرنا باستمرار عن خيابا حياتهن، وأسرار علاقاتهن، وانكساراتهن، عن طريق دمج قصصهن، بالموسيقى. 

تحديدًا ملكة البوب "Jlo"، والتي عادت أخيرًا إلى عالم الألبومات، بعد غيابها 10 سنوات عن المنافسة. حيث طرحت في 16 فبراير /شباط من هذا العام، ألبوم بعنوان "This is Me Now" -وتم إصدار فيلمًا بنفس الاسم- والذي يحكي عن علاقتها وعودتها إلى الممثل والمخرج "بن أفليك"، ويستكمل حكاية الألبوم المنتج في عام 2002 "This is Me"، حينها أيضًا كانت تجمعها علاقة حب بأفليك.  تقص جينيفر علينا مرحلة زمنية مدتها عقدين، من الانفصال، وإعادة الاتصال. 

نرشح لك:  This Is Me…Now لـ جينيفر لوبيز.. عندما تتلاقى الموسيقى والوجع برومانسية في قصة ملهمة!

لا يختلف اثنان على أهمية الموسيقى في الأفلام، وتحديدًا أفلام الميوزيكال، وتواجد نجوم الغناء فيها بأدوارٍ بشرية -حتى في أعمال الدراما- أو بوضع أصواتهم على الأغنيات، يعد مكسبًا يغني أرشيفهم.

وكان لدوا ليبا النجمة الإنجليزية الألبانية، تجربة لطيفة في هذه الأفلام، وخصوصًا فيلم الترفيه "Barbie"، ظهرت بدور حورية البحر لثوانٍ معدودة. انقسمت الآراء حول المشاركة، لكن الأغلبية اعتبروها مغامرة ممتعة، وبداية لدخولها عالم التمثيل.

وهذا ما جرى فقد شاهدناها بالربع الأول من عام 2024، وهي تجسد شخصية العميلة "لاغرانج"، ضمن فيلم التجسس "Argylle"، مع النجم "هنري كافيل" و"جون سينا"، بالمشاهد الافتتاحية. ظهرت دوا ليبا الشقراء وهي تحاول اغوأء أراجيل، برقصها وجسدها المثيرين، بقصد قتله. 

فعلى الرغم من خروجها السريع من العرض، إلا أن دوا ليبا جسدت دورها بحرفية، وذكرتنا بنساء "جيمس بوند". 

وبالعودة إلى دمية ماتيل "باربي"، ساهمت بإحدى أغنياته، والتي حملت اسم "Dance The Night"، وحققت أعلى المشاهدات في يوتيوب، حيث تخطت عتبة 174 مليون. 

أيضًا هناك ما يميزها عن نجمات الغناء، زاوية خاصة تفردت بها لنفسها. رأينا دوا ليبا مذيعة بودكاست، وعملت على 3 مواسم من برنامجها "دوا ليبا: في خدمتك / Dua Lipa: at Services". استضافت فيه شخصيات متنوعة ومختلفة، بالأفكار والميول والمعتقدات، أناسٍ من المجتمع والفن، ومجالاتٍ أخرى.

يمكن القول إن هذا البودكاست، حقيقي، وضعت روحها فيه، يشبه جدًا مواقف دوا ليبا من الحياة بصورة عامة. بثت قصصًا ملهمة، وبعضًا من النصائح، وساعدت على إعلاء صوت من هم بحاجة لذلك. من أبرز الضيوف: "بيدرو المودوفار"، و"بيلي إيليش". 

نرشح لك: ويل سميث وميسي ونجوم العرب.. «البودكاست الرمضاني» بين الإذاعة والتلفزيون!

خلال إحدى اللقاءات الصحافية صرحت عن "التفاؤل الراديكالي" قائلة: “واثقة من نفسي ككاتبة ومغنية، وكيف أريد للأمور أن تكون”. بالطبع هذه الثقة بموهبتها، محسوسة من قبِل الجمهور والنقاد. 

أرادت دوا ليبا بواسطة Radical Optimism، نقل بعض تجاربها الشخصية، ولكن لا يمكن أخذها على محمل الجد كثيرًا. فالألبوم الذي تضمن 11 أغنية، طرح منهم 3 أغنيات قبل الإفراج عنه بأشهر (Training Season, Houdini, Illusio)، يعج بنغمات الفرح ويحرضك للرقص؛ أي أن الألبوم له من اسمه نصيب.

عكس إصدارها الغنائي عام 2020 "Future Nostalgia"، المفعم بالأحزان، والذي استخدمت فيه موسيقى بوب الديسكو، في حين التفاؤل الراديكالي يحاكي موسيقى البوب السايكادليك. 

في حفل توزيع جوائز "جرامي" 2021، روجت لألبومها القادم عن طريق خطابها في أثناء التكريم، وأوضحت رغبتها في التعمق بمعنى السعادة، بعدما شعرت بالإرهاق من ألبومها "حنين المستقبل"، وقتها كان عليها تأليف موسيقى حزينة، لتشعر بقيمة الأحزان. أمّا السعادة فهي شيء نستحقه ونحتاجه جميعًا في حياتنا. 

وبالفعل كلمات الألبوم تؤكد على فكرة استغلال الفرح، في العلاقات والحياة، وشحن الطاقة، والبحث عن الضوء حتى في النهايات القاتمة. تحديدًا أبناء العشرينيات والثلاثينيات، الذين يعيشون في فوضى خلال رحلتهم لإيجاد وإرضاء الذات، وهم يعافرون في الحب والحياة الاجتماعية والمهنية. 

فمثلًا أغنية "Happy for you"، تتحدث عن العلاقات بعد الانفصال، وأهمية الغفران للطرف الأخر، للخروج بسلام من هذه العلاقة، للتمكن من المضي قدمًا. 

قدمت دوا مواضيعها بنغمة موسيقية ساحرة، وأداء صوتي مريح، ومليء بالطاقة والأمل، تبدأ الأغنية ولا تتوقف منها حتى تنتهِ!

نرشح لك:  دريك Vs كندريك لامار.. معركة الراب إلى متى؟!