تريند 🔥

🤖 AI

تايلور سويفت.. سر مليارديرة العقد الثلاثينية في قسم الشعراء المعذبين!

taylor swift american singer songwriter arageek 2024
علي عمار
علي عمار

7 د

"تايلور سويفت" ليست مغنية بوب عادية، ومشوارها الفني الاحترافي صوب الشهرة والنجومية، منذ أن بدأت شابة يافعة في سن الـ 16 عامًا، مع ألبومها الأول والذي حمل اسمها عنوانًا له، يثبت ذلك.

حينها أدرك النقاد أنهم أمام موهبة استثنائية، وصبية تمتلك روح موسيقية مختلفة، وأن مستقبلها في عالم الإبداع سيكون له بصمة فريدة. سنوات مرت تنوعت الإصدارات فيها، ومع كل ألبوم جديد كانت شعبية "سويفت" وتأثيرها على جماهير الموسيقى العالمية، بازدياد. 

واليوم باتت من أكثر الفنانين مبيعًا في العالم عَبر التاريخ، سواءً على صعيد الألبومات، أو شباك تذاكر الحفلات الغنائية. وهذا لم يأتِ من عبث، فالمؤثرة المنحدرة من بنسلفانيا، عرفت كيف تتسلل إلى قلوب الناس، باختياراتها الذكية، وموسيقاها المتجددة بصورة دائمة، والمواكبة للتغيرات الحياتية. كيف لا والموسيقى بمقدورها وحدها الاستحواذ على الإنسان، والاقتراب من أحاسيسه، وتعرية عواطفه.

تمكنت تايلور سويفت من خلق التوازن بين الكلمة واللحن، بما يتناسب مع القضايا التي طرحتها، ما منح مؤلفاتها الإبداعية جمالية سردية، أحس المستمع بحقيقتها، ولامسته. 

ينطبق الكلام على جميع أعمالها، ومنها منتجها الغنائي الأخير، ألبوم "The Tortured Poets Department"، والذي سجل أفضل انطلاقة من ناحية عدد مرات الاستماع بأسبوعه الأول. وبشكلٍ مستمر هي الأكثر بثًا على سبوتيفاي، والأعلى إيرادًا في شباك التذاكر... ما هو سر تايلور سويفت اليوم في "أراجيك فن"؟ 


قوة تايلور سويفت 

فيديو يوتيوب

يرتبط الحديث عن "تايلور سويفت" بالنجاحات، وبالتالي المال، حيث لا يوجد نجاح لا يرافقه تحقيق مكاسب مادية، خاصةً في عالم الترفيه والشهرة.

لا يمكن ذكر تايلور سويفت ونسيان أنها مليارديرة ثلاثينية. حتى في عالم السوشال ميديا، هي من أكبر المؤثرين، حيث أن إنستغرام لوحده، يتابعها عليه أكثر من 283 مليون شخص، وسبعة من ألبوماتها باعت أكثر من مليون نسخة في الأسبوع الأول. 

الإنجازات لا تقتصر على المعجبين والملايين، أيضًا من ناحية الجوائز التكريمية، فألبوماتها أكسبتها 14 جائزة "غرامي"، و39 جائزة "بيلبورد للموسيقى"، و23 جائزة "إم تي في للفيديو"، وهي أصغر فردًا ضمن قائمة "رولينج ستون" لأفضل 100 شخصية.

كما تعتبر جولة "Eras Tour" الجولة الأكثر ربحًا في الحفلات الموسيقية، حيث تجاوزت إيراداتها مليار دولار. وهي المسيطرة على قوائم البث الرقمية مثل "Spotify" و"Apple Music". وغيرها... 

كل تلك النجاحات المذكورة أنفًا، وحالة الجماهيرية التي شكلتها، نشطت القطاع الاقتصادي في أمريكا، كون الناس عندما يأتون لحفلاتها في أي مدينة، يزداد الطلب على السلع والخدمات، وتعج الفنادق بالوافدين. 

بالطبع هذا أمرٌ طبيعي، لأن ازدهار أي صناعة سيؤثر بالضرورة على نمو صناعاتٍ أخرى. وما بالك إن كانت تلك الصناعة مرتبطة بالترفيه. 

بعد جائحة كورونا والدمار النفسي والاقتصادي الذي أحدثته لوقتٍ ليس بقليل، أطلقت جولتها الغنائية الأشهر عالميًا، "The Ears Tour"  أو "جولة العصور" في مارس 2023، وبسببها تحصلت على لقب "شخصية العام" من مجلة "تايم"، تجاوزت الإيرادات حاجز المليار دولار، وبالتالي أصبحت رمزًا اقتصاديًا لا يستهان به، كما أن الجولة مستمرة حتى نهاية 2024. 

وبعد جولتها العام الماضي قررت توثيق نجاحها، بإنتاج فيلم وثائقي عن الجولة، وبالتأكيد حقق نجاحًا باهرًا. 

لا يقتصر تأثير تايلور على صناعة الموسيقى فقط، بل صار يشتمل على كافة مناحي الحياة، الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. يسهل عليها جدًا توجيه محبيها، وكل من يراها قدوةً، ضمن مسارٍ معين، تقصدت ذلك أو لا؛ لأنهم يرونها إنسانة قوية، داعمة للمرأة، وتطالب بحقوق الأخرين. 

هل شاهدت تأثير نجمتنا في الرياضة؟ عندما صارت تواعد لاعب الكرة الأمريكية المحترف "ترافيس كيلسي"، وتتواجد مع المشجعين ضمن الملاعب، في كل أسبوع! وقتها زاد محبي رياضة الكرة، وكان أغلبهم من النساء. 


جرأة امرأة العقد 

فيديو يوتيوب

"امرأة العقد"، "أكبر نجمة بوب في العالم"، "أيقونة البوب" -وغيرها-  ألقاب فنية رافقت "تايلور سويفت" 

خلال سنوات نشاطها الفني -المستمر- وكل لقبٍ منهم كان نتاج نجاحٍ ما، اكتسبته في فترةٍ ما، أحدثت فيها إنجازٍ معين. 

من يتابع مسيرتها منذ البداية، يدرك جيدًا أن "التجدد والتجديد" سمات رئيسة في رحلتها الإبداعية، لأنها عرفت كيفية إعادة تدوير نفسها من جديد، واختراع موسيقى حاضرة ولكن مختلفة، وفي ذات الوقت تعبر عنها، وهويتها. كانت قادرة على أن لا تشعرك بغربة عن تايلور سويفت التي عرفتها أنت سابقًا، وقيل عنها "حرباء موسيقية". 

فهي لم تكتفِ بمزج ما يخطه حبرها على الورق من كلمات، وصياغة نغماتٍ تناسبها تلتحم معها، بل حرصت على رواية قصصٍ خاضتها، ومشاعر إنسانيةٍ مختلفة اختبرتها في الحياة، أي يمكن القول إنها أشبعت فضول معجبيها، إلى جانب الإشباع والتنوع الفني. وإن كانت حكاياتها خيالية يصدقونها، نتيجة البساطة والصدق والعمق العاطفي في كتابة أغنياتها، والتطرق لمواضيع اجتماعية وسياسية بأسلوبٍ غير المبتذل. 

إضافةً إلى تنقلها بسلاسة في الأنواع الموسيقية، من موسيقى الكانتري الريفية -وهي البداية- ومن ثمً الروك والبوب، والشعبية. أيضًا تعرف التلاعب بإحساسها جيدًا، والتنقل عَبر السلم الموسيقي برشاقة وحنكة. 

لم تتوقف جرأة تايلور سويفت على التنوع في الأنماط الموسيقية في مشوارها، ولا حتى في اعتمادها على النمط الشعبي والفولكلور بعد جائحة كورونا، وتجريب نمط غنائي في ظل تدهور الوضع النفسي، والعزلة الاجتماعية التي فرضت على الناس. 

بل يمكن تلمس مدى قوة عمق تفكيرها، وقدرتها على المخاطرة، من خلال قرارها بإعادة تسجيل ألبوماتها الستة الأولى، عقب نزاع جرى بينها وبين شركة تسجيلاتها "Big Machine"، نتيجة بيع الأخيرة لشركة أخرى. وهذا دليل أخر على قوة شخصيتها، وتأثيرها، وسيطرتها على السوق التجارية، لأن أي خطوة تقوم بها هي ناجحة، وهناك جيش من الفانز "السويفتيز" يدعم قراراتها، والذي لم يخيب ظنها يومًا. 


قسم الشعراء المعذبين 

فيديو يوتيوب

يحقق ألبوم "The Tortured Poets Department" أرقام عالية في المبيعات والبث الرقمي، 

وما زال يحتل المراكز الأولى في قوائم الأغنيات، كما أن الألبوم محافظًا على المركز الأول ضمن "Billboard 200" للأسبوع السادس على التوالي. 

أثبت "قسم الشعراء المعذبين" والذي يتضمن 31 أغنية -أول مرة تعتمد تايلور سويفت هذا العدد- والذي اكتسب 300 مليون مستمع على "سبوتيفاي" بيومه الأول، أنه الأقوى في مسيرتها، من ناحية الحفاوة والاستقبال والمبيعات. كما أشاد كثيرًا من النقاد به، وبمواضيعه العاطفية الجامحة والحزينة. 

من يستمع لألبوم تايلور سويفت والذي يحمل رقم 11، يلحظ الفرق بين "سويفت" المرأة الناجحة والتي شكلت ظاهرة في عالم الغناء، وبين نسخة أخرى منها رومانسية رقيقة وحزينة، عالقة في الماضي، وآلامه. لكن ربما جاء الألبوم بمثابة دواء علاجي، والبوح من أجل الشفاء من كل حسرات القلب، والانكسارات. 

كون الشعراء المعذبين والذي كانت موسيقاه متنوعة ما بين الروك الشعبي والبوب والكانتري والإلكتروني، أكثر التصاقًا من غيره بشخصيتها، وحكاياتها العميقة.

وهذا ما جعله يحظى بصدى كبير، والرغبة في اكتشاف مواضيعه، والغوص في معانيه، حيث لطالما استخدمت التلميحات والرموز، لتوصيل فكرةٍ ما، أو الحديث عن شخصٍ ما. فهي تجيد رسم أشعارها، بما يتناسب مع نغمات الأسى، والحب، وجلد الذات، والخيانة، ولكن هذا لا يمنع من بعض التفاؤل والأمل. 

فيديو يوتيوب

من أجمل أغنيات الألبوم "I Can Do It With a Broken Heart"، والتي تحاول من خلالها الحديث عن ذاتها، وانكسارها ذات مرة، والأهم أنها اختارت مشاهدًا من جولة العصور للفيديو. ربما تتناسب مع مقولة “ابتسامتي الدائمة لا تعني أني بخير”. على الرغم من أن كلماتها نابضة بمشاعر الحسرة، لكن إيقاعها مفرح. 

وأيضًا أغنية "So Long, London"، والتي تتكلم عن مشاعر الشريك العاطفي الباردة، وسعيها لإنجاح العلاقة، ولكن تتخلى عنها في نهاية المطاف. وقيل إنها موجهة لحبيبها السابق الممثل "جو ألوين". 

و"But Daddy I Love Him"، وتبدي من خلالها انزعاجها الصريح من الانتقادات حول حياتها العاطفية، وتتدخل المعجبين بها، وهي إشارة لعلاقتها بالمغني "ماثيو هيلي".

وأغنية "Cassandra"، المنسوبة للأساطير اليونانية، عن كاساندرا التي تمتلك قدرة على النبوة، وبالمقابل ملعونة، لأن لا أحد يصدقها. 

اعتبر أن الأغنية ناقشت علاقة الثلاثي سويفت و"كيم كارداشيان" و"كاني ويست"، وخلافهم الشهير. 

ذو صلة

وأغنيات أخرى اقتربت من عتبة الألم، وتغلغلت، أي يمكن القول إن الألبوم كان جنازة تكريمية للماضي، ولكن هل يمكن أن تعيد دفن ذكرياتها تلك مرة أخرى في ألبومٍ أخر؟ أو هل توجد ذكريات موجعة لم تتطرق لها في ألبومها الطويل هذا؟ 

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة