تريند 🔥

🤖 AI

منهم Dune.. هل تنجح أفلام الـ Re-make بإعادة سرد قصصنا المفضلة؟

best re-make films arageek film art 2024
ساندي ليلى
ساندي ليلى

19 د

"هناك كثير من الأسباب الخاطئة لإعادة إنتاج فيلم ما، لكن هناك بعض الأسباب الجيدة أيضاً..أعتقد أن إعادة سرد قصصنا المفضلة هو شيء من ضمن طبيعتنا كبشر نحن نفعل ذلك في المسرح طوال الوقت لقد شاهدت أربع نسخ مختلفة من هاملت وكل واحدة منها منحتني شيئاً مختلفاً".. جول كينمان.

الأفلام المعاد تقديمها أو أفلام الـ Re-make ليست بالأمر الجديد أو الثوري فكما قال الممثل جول كينمان الذي قدم نسخة متجددة من شخصية Robocop الشهيرة بالمناسبة هو أمر معتاد جداً في المسرح لكن السينما عالم آخر الأمر لا يقتصر على مجموعة ممثلين وديكورات خشبية إنه أكثر تعقيداً بأضعاف المسرح عريق للغاية لكن للسينما سحر يستحيل أن يقاوم.

إن إعادة تقديم فيلم ما هو أمر محفوف بمخاطر كثيرة بلا أي شك، خاصة لو كان فيلماً محبوباً شهيراً ففخ المقارنات متأهب لتمزيق النسخة الجديدة بفارغ الصبر والجمهور الذي قد يمتلك ارتباطاً عاطفياً بالفيلم القديم قد لا يتقبل نسخة أخرى قد تشوه ذكرياتهم عن الأصل.

لكن وفي المقابل بعض الأفلام تحتاج إلى إعادة تقديم متجددة فالعالم يتغير والتطور يتسارع وما كان مستحيلاً قبل بضعة عقود أصبح اليوم معتاداً ومطلوباً. 

 هذا المقال رحلة فريدة من نوعها إذ أننا سنصحبك معنا لنتعرف إلى أبرز الأفلام التي كانت إعادة تقديم ناجحة لأفلام رائعة ونحلل ونتساءل معًا عن أسبابها، سنركز في "أراجيك فن" على الفوارق والتفاصيل التي وضعها صناع النسخة الجديدة لجعل فيلمهم قادراً على منافسة أصله فلنبدأ معاً!


Dune (2024) VS Dune (1984)

فيديو يوتيوب

يعد كُثيب واحداً من أهم وأوسع عوالم الخيال العلمي على الإطلاق، إنه ملحمة معقدة تمزج حرب النجوم بصراع العروش في مزيج أسطوري خلقه الخيال الجامح لفرانك هيربرت والتي تحولت إلى سلسلة أفلام كان آخرها Dune: Part two الذي حطم أرقام الإيرادات مع بداية عرضه في صالات السينما.

في الواقع لم يكن المخرج دينيس فينلوف أول من حاول الغوص في عالم الكُثيب المتشابك المعقد، إذ أن المخرج الأسطوري ديفيد لينش سبقه قبل أعوام ليكون أول من يحول هذه الملحمة الفضائية إلى فيلم طويل.

في الواقع ورغم كل الجهود المبذولة إلا أن نسخة لينش كانت محبطة بشكل مؤسف ولم يستطع أن ينقل ذلك السحر الغامض الذي يميز الرواية فنال الفيلم انتقادات قاسية وصفته بأنه أقسى خيبة أمل يمكن تصورها.

كانت مشكلة لينش الحقيقية هي أنه عجز تماماً عن فهم عالم الكُثيب المعقد وقدم فوضى مزعجة حولت الفيلم إلى رحلة غير المفهومة لم تنجح في كشف غموض ذلك العالم، إنما أضافت له غموضاً أكثر، كما أن المشاهد الدموية المبتذلة والإنتاج الضعيف خاصة فيما يخص المؤثرات الخاصة بالشخصيات التي بدت متنكرة للهالوين أكثر من أن تكون مخلوقات فضائية.

كان عاملاً آخر يضاف إلى العوامل التي أدت إلى فشل الفيلم، لقد حاول لينش أن يحصر عالم الكثيب الواسع الممتد في فيلم واحد مما جعله صعباً بحق على الفهم والتفسير حتى أن بعض النقاد شبهوه بامتحانات الثانوية بسبب تعقيده وكثرة الأحداث المضغوطة فيه.

إن عالماً كعالم هربرت يحتاج إلى فيلم طوله سبع ساعات على الأقل أو إلى سلسلة أفلام وهو ما أدركه وبذكاء حقيقي المخرج فينس فينلوف الذي أعاد عالم الكُثيب إلى الشاشة الكبيرة بعد طول انتظار بطريقة احترمت الأصل.

لقد كان Dune: Part two الذي جاء ليكمل أحداث الجزء الأول بمثابة دليل قاطع على الخطأ الكبير الذي ارتكبه لينش عندما أراد تقديم عالم الكُثيب في فيلم واحد ففينلوف نجح في فك شفرة الرواية بنجاح وتقسيمها إلى مجموعة من الأفلام سمحت للمشاهد باستكشاف ذلك العالم العجيب الذي خلقه خيال هيربرت والخوض في تفاصيله وخفاياه.

كما أن فينلوف أحسن استخدام التقنيات البصرية وقدم صوراً بصرية مذهلة خاصة في المشاهد التي تدور في الصحراء.

كما أنه أدرك أهمية الشكل الخارجي للشخصيات، فقدمها بطريقة بارعة أظهرت غموض ذلك العالم وتفرده خاصة تلك العيون البنفسجية التي تميزهم، مؤثرات عوضت الكارثة البصرية التي قدمها لينش قبل أربعين عاماً، لقد كان الكثيب سقطة مهنية مدوية في تاريخ لينش وعلامة فارقة في تاريخ فينلوف.

الأمر لا يتعلق فقط بالمؤثرات إنما هو مرتبط بالفهم الكامل لعالم ملحمي معقد والذكاء الإخراجي الذي يدفع الجمهور للتزاحم أمام صالات السينما ومن الواضح أن فينلوف فاز وبأشواط في الرهان الصعب.

فيديو يوتيوب

West Side Story (2021) VS West Side Story (1961)

فيديو يوتيوب

فقط مخرج أسطوري كستيفن سبيلبيرغ يمكن له أن يجرؤ على تقديم نسخة متجددة من أكثر الأفلام الموسيقية شهرة وشعبية إنه قرة عين برودواي وأفضل معالجة يمكن انتظارها من رائعة شكسبير الخالدة روميو وجولييت.

كان الفيلم الصادر عام 1961 نسخة سينمائية رائعة عن المسرحية الموسيقية الأيقونية التي افتتحت بنجاح هائل عام 1957 كان الفيلم ولا يزال واحداً من عيون السينما العالمية إنه الفيلم الموسيقي الأكثر ربحاً عام عرضه والذي تم ترشيحه لـ 12 جائزة أوسكار.

إنه فيلم كلاسيكي بكل ما تحمله الكلمات من معانِ، لذا فقد كانت فكرة تقديم نسخة متجددة منه شيئاً من قبيل الجنون المطلق لكن ولأن سبيلبيرغ مخرج استثنائي لا مثيل له فقد استطعنا أن نرى نسخة محدثة لا تقل روعة وجمالاً وسحراً عن الفيلم الأصلي نسخة نجحت في الحفاظ على الرونق والسحر المميز لعالم قصة الحي الغربي تلك القصة التي سحرت هوليوود والعالم بأسره منذ ستين عاماً.

لم تبتعد نسخة سبيلبيرغ عن أصلها إطلاقاً فالمخرج أذكى من أن يعبث بالقصة الأساسية التي تشكل العمود الفقري لسحر الفيلم حتى الشخصيات بقيت نفسها.

وبقي توني وماريا أبطال قصة الحب الخالدة لكن كان هناك بعض الاختلافات الواضحة بدون أي شك لعل أكبرها وأهمها كان اختيار الممثلين وبشكل أكثر تحديداً عملية اختيار الممثلين، في الفيلم الأصلي كانت ريتا مورينو هي الممثلة البورتوريكية الوحيدة ضمن طاقم التمثيل.

أمًا بقية أفراد العصابة البورتوريكية فكانوا من البيض الذين وضعوا مكياجاً مسرحياً لإعطائهم لون بشرة أغمق كما طلب إليهم التحدث بلهجة ثقيلة مصطنعة، الأمر الذي شكل نقطة ضعف تقنية في القصة.

 أمًا سبيلبيرغ عاشق التفاصيل فقد أولى اهتمامه الكامل للتنوع أثناء عملية اختيار أفراد عصابة القروش وأصر على أن يكونو ممثلين من أصول بورتوريكية بتركيز أكبر على الأصالة، كما أنه سمح لهم بالانتقال من الإنجليزية إلى الإسبانية بدون وجود أي ترجمة.

في الواقع كانت هذه الحركة ذكية للغاية، إذ وضحت أن القروش هم من المهاجرين لا ممثلون يدعون أنهم منهم، إنهم منبوذون بين الطبقات الراقية في أمريكا مختلفون غير المندمجين يرغبون وبشدة في عيش الحلم الأمريكي وهو ما بتوضح من خلال شخصية أنيتا والدة ماريا المستميتة للاندماج في المجتمع الأمريكي حتى أنها تذكر أولادها باستمرار أن يستخدموا الإنجليزية لا الإسبانية عند الكلام.

لم تركز نسخة سبيلبيرغ على قصة حب ماريا وتوني المأساوية فحسب، إنما انصب تركيزه على الأعماق النفسية لعصابتي القروش والطائرات البديل الأمريكي لعائلتي كابوليت ومونتيغيو، فالنسخة الجديدة تتعمق بشكل أكبر في أسباب الصراع الدامي بين العصابتين حتى نصل إلى نتيجة منطقية هي أن الأوضاع الاقتصادية الطاحنة كانت السبب الرئيسي لهذا الصراع الأليم.

كان هناك نقاط اشتراك أكثر من اختلاف بين العصابتين فعدوهما الحقيقي واحد، إنهم الطبقات العليا الذين لا يجدون غضاضة في هدم بيوتهم لإفساح مجال أوسع لبناء سبل لراحتهم.

لو أننا قارنا بين النسختين لوجدنا أن الفيلم الأصلي كان أكثر بهجة بألوان زاهية ونظرة مثالية نوعاً ما إلى نيويورك لقد كانت قصة الحي الغربي نموذجاً يحتذى به لأفلام هوليوود الموسيقية فكان التركيز الأكبر على قصة حب توني وماريا.

إذ أنه يعرض جذورها ويحتضن قصة الحب المأساوية التي تنتهي بدموعنا الغزيرة، أمًا نسخة سبيلبيرغ فكانت أكثر ظلامية بألوان باهتة مهترئة وأجواء كئيبة، لقد ركزت النسخة الجديدة على الطبيعة العالمية للقصة وتلك الطبقية التي لا تزال منذ الخمسينات وحتى اليوم تحكم المجتمع الأمريكي.

كأنما يريد سبيلبيرغ أن يقول لنا إنه وبقدر ما تتغير الأشياء فإنها تظل أحياناً كما هي للأسف، لقد كانت النسختان الخاصتان بالفيلم رائعتين بحق والاختلافات إنما تجعل من مشاهدة أي منهما متعة خاصة.

فيديو يوتيوب

Little Women (2019) VS Little Women (1994)

فيديو يوتيوب

أجيال عديدة نشأت وهي تستمتع بقراءة مغامرات الأخوات الأربع ميغ جو بيث وإيمي النساء الصغيرات اللواتي يواجهن صعوبات الحياة بالصبر والحب، لذا لا عجب أن تحوز رواية لويزا ماي ألكوت على عدة إصدارات فنية سواء في السينما أو التلفاز أو حتى الأنيميشن.

لكن هناك إصداران يمكن اعتبارهما من أكثر الإصدارات شعبية وشهرة Little Women الصادر عام 1994 وLittle Women الصادر عام 2019 كانت نسخة التسعينات مفعمة بالكلاسيكية والدفء العائلي والحب غير المشروط تحتوي هذه النسخة على أسماء أصبحت لاحقاً أسماء شهيرة كوينونا رايدر كريستيان بايل وكريستين دونست.

تتبع أحداث الفيلم الرواية بكافة تفاصيلها وبالتسلسل نفسه مستعرضة مجموعة لا تنسى من المشاهد المحبوبة للغاية في الكتاب حرق جو لشعر ميغ محنة إيمي الأليمة وبالطبع بيث المسكينة المخلصة، لقد كانت هذه النسخة أشبه بكوب دافئ من الكاكاو تستمتع به بعد عناء يوم طويل وهو ما يجعلها النسخة الأكثر شعبية وقرباً من القلب.

لذا فقد كانت غيرويغ أمام تحد صعب عندما قررت تقديم رؤيتها الخاصة للنساء الصغيرات لو كنت قد تابعت المعركة السينمائية العام الفائت، فإن اسم غريتا غيرويغ سيكون مألوفاً لك فهي مخرجة الفيلم الأكثر ربحاً عام 2023 باربي الذي خلق حالة غير المسبوقة أعادت للسينما المجد المفقود.

تعد غيرويغ مخرجة نسوية من الطراز الأول وهو ما يظهر جلياً في رؤيتها المتجددة لنساء صغيرات ففي النسخة الحديثة ركزت الأحداث على جو أكثر من بقية الأخوات لينطلق الفيلم مستعرضاً رحلتها إلى نيويورك حيث تشق الشابة الذكية الطموح طريقها لتصبح كاتبة شهيرة اعتمدت غيرويغ على طريقة السرد غير الخطي.

فيبدأ الفيلم من منتصف القصة ليتقلب ذهاباً وإياباً بين حاضر الفتيات وذكريات الماضي مستعرضاً الخالدة التي تجعل عالم النساء الصغيرات ما هو عليه، كانت تجربة مشاهدة الفيلم الجديد فريدة من نوعها بالتأكيد لكنها مربكة في الوقت نفسه فتقاطعات الأحداث قد تجعل القصة غير المفهومة في حال لم تكن قد قرأت الكتاب من قبل.

لكن لو كنت تعرف القصة فإن رؤية ذكريات الفتيات المتقاطعة مع حاضرهن ستكون تجربة ممتعة بحق، في الواقع كان أفضل ما قدمته لنا غيرويغ في الفيلم الجديد إضافة إلى اللمحة النسوية المتمثلة في جو مارش هو أنها جعلتنا وبمعجزة ما مغرمين بإيمي الأخت الصغرى الأنانية فإيمي نسخة غيرويغ.

لم تكن مجرد أخت صغيرة خرقاء مزعجة إنما كانت فتاة رقيقة حالمة تعود بذاكرتها إلى أيام شقاوتها المسلية إنه إنجاز يحسب لغيرويغ بلا شك؛ إذ أن إيمي مارش هي وبلا شك أقل الأخوات مارش شعبية سواء بين القراء أو المشاهدين.

لقد كان الاختلاف الأبرز بين النسختين الرائعتين هو طريقة السرد وأسلوب الطرح نسخة التسعينات كانت كلاسيكية دافئة خالية من الصدمات مناسبة لمن أغرم بالكتاب.

أمًا النسخة الجديدة فقد كانت تجربة سينمائية سردية متطورة ونسخة أكثر نسوية لقصة تعد من أهم القصص التي تطرقت لعالم النساء في الأدب وفي النهاية مهما كانت النسخة التي ستشاهدها فإن حبك لنساء عائلة مارش الصغيرات لن يتغير بأي حال. 

فيديو يوتيوب

Star is Born (2018) VS Star is Born (1976)

فيديو يوتيوب

قد يكون Star is Born واحداً من أكثر الأفلام التي نالت نسخاً محدثة صدر الفيلم الأصلي عام 1937 لتصدر ثلاث نسخ أخرى في أعوام متفرقة من الفيلم نفسه.

يختلف المكان والزمان وأسماء الشخصيات أحياناً إلا أن الحبكة العامة واحدة؛ تبدأ القصة دومًا مع البطل النجم الغنائي الذي تتراجع نجوميته بسبب إدمانه ثم يكتشف البطلة ذات الموهبة الكاسحة المهملة.

فيديو يوتيوب

يقيم الاثنان علاقة حيث تساعد صلات وعلاقات البطل في توفير الطريق للبطلة نحو النجومية والشهرة فيما يستمر انحدار البطل في هوة الإدمان حتى النهاية الأليمة لتندمج الانتصارات بالمأساة.

حبكة تقليدية للغاية لكنها لاقت ومنذ أول إصدار شعبية كاسحة جعلت المنتجين جاهزين دومًا لتمويل نسخة أخرى كل بضعة أعوام.

تعد نسخة عام 1976 وبالنسبة لكثير من النقاد النسخة الأسوأ، رغم أنها أول نسخة تقتحم عالم الموسيقى بعدما دارت أحداث النسختين السابقتين في هوليوود والسبب في ذلك يعود إلى غرور باربرا سترايسند التي أصرت على أن يدور الفيلم حولها وحول شخصيتها.

إن سترايسند مغنية رائعة بلا شك لكنها كممثلة لم تنجح إطلاقاً في خلق أي انسجام مع زميلها في الفيلم لكن على الصعيد الجماهيري فقد حقق الفيلم نجاحاً أسطورياً وأغرم كل مَن شاهد الفيلم بأغنية Evergreen الحالمة.

فيديو يوتيوب

عاد الفيلم للوجود مرة جديدة بعد أعوام طويلة لكن هذه المرة بإخراج مختلف من برادلي كوبر الذي يعتبر واحداً من أكثر فناني هوليوود تنوعاً متقاسماً البطولة مع المغنية ليدي غاغا.

لقد تعلم كوبر من أخطاء أسلافه وسلطت نسخته الضوء على كلي الشخصيتين آلي وجاكسون اللذان كانا شريكين متساويين في القصة التي ركزت على خصوصية كل لحظة واستعرضت ببراعة الآثار المدمرة للشهرة التي قد تقلب حياة الإنسان وتدفعه لاتخاذ قرارات غير المدروسة كما أن الهوية الموسيقية للفيلم كانت رائعة بحق من منا لم يغرم بـ Shallow.

فيديو يوتيوب

 التي اقتنصت جائزة أوسكار مستحقة كأفضل أغنية، في الواقع وعند المقارنة بين النسختين سنجد أن نسخة كوبر كانت الأكثر عمقاً وواقعية، كان هذا الفيلم تجربة موسيقية سينمائية ثرية نجح في تطويع الموسيقى لتعبر عن مكنونات وحياة شخصيات الفيلم الرئيسية ولعل هذا ما يجعل نسخة 2018 النسخة الأفضل بين نسخ الفيلم الأربعة. 


I Am Legend (2007) VS The Omega Man (1971)

فيديو يوتيوب

يتفنن البشر في تخيل النهايات التي ستفني جنسهم مخلوقات فضائية حاقدة تتسلى بقتلنا فيروس يحولنا جميعًا إلى مجموعة من الزومبي المفترسين فيضانات براكين وغيرها الكثير من السيناريوهات التي ولدها الخيال البشري الجامح والتي تصنف تحت تعريف واحد هو أدب الديسوتوبيا أو ما بعد فناء البشرية.

ولا شك أن رواية I Am Legend واحدة من أكثر الروايات التي تناولت هذه الثيمة قسوة وشهرة، حازت الرواية على إعجاب جماهيري كاسح ولعل هذا ما دفع صناع الفن السابع لتقديم ثلاث نسخ سينمائية من القصة وقد كان The Omega Man من أشهرها في الواقع يعتبر الكثيرون أن أوميغا مان هو أضعف تجسيد ممكن للقصة المرعبة والسبب الأساسي في هذا يعود إلى طريقة معالجة الفيلم التي نزعت الفكرة الأساسية من القصة.

تلك التي توضح أن فناء البشرية هو نتيجة مباشرة لأسلوب حياتنا كبشر لا يعترف بطل أوميغا مان بخطأه على الإطلاق ولا يمتلك ذلك الإدراك بأنه السبب في ما آلت إليه الأمور، الأمر الذي يدمر عقله في النهاية وهو ما صنع فجوة واضحة في فلسفة الفيلم الذي لم يكن مخيفاً بقدر ما كان ترفيهياً.

كما أن المؤثرات منخفضة الجودة لم تساعد كثيراً في إضفاء الرونق المطلوب للفيلم لكن يصعب لوم صناعه ففي ذلك الزمن لم تكن المؤثرات بتلك البراعة لكن عدم وجودها انتزع الرعب القابع خلف فناء البشرية والذي ميز عالم القصة.

عاد الناجي الأخير إلى شاشات السينما بعد غياب طويل بفيلم حمل اسم الرواية للمرة الأولى من بطولة الرائع ويل سميث الذي تألق وبحق في دور نيفيل العالم في الجيش الذي يحارب لإيجاد علاج للفيروس الذي أفنى البشرية كان الفيلم رائعاً من ناحية القصة فتعمق في الرعب القابع في عالم فان.

كما أن ويل سميث وضع ثقله التمثيلي كاملاً في الفيلم ولعله كان واحداً من أفضل أدواره، لكن ورغم كل التطور التقني الذي طرأ منذ بداية الألفية إلا أن الـ CGI الخاص بالفيلم كان مريعاً كارثة بصرية حقيقية أثارت السخرية لا الرعب كما أن النهاية لم تكن مرضية تماماً للجمهور المتعطش لعمل سينمائي يستوحي وبدقة واحدة من أفضل روايات الخيال العلمي لكن ومقارنة مع النسخة السابقة كان I Am Legend تصويراً أكثر دقة وعمقاً للرواية.

ومع ذلك كله لم ينجح في أن ينقل سوى القليل من رعب الرواية رعب أن تكون آخر بشري على سطح الأرض ومن يدري قد نرى نسخة أخرى قادمة من الرواية تعوض كل هفوات النسخ السابقة.

فيديو يوتيوب

Casino Royale (2006) VS Casino Royale (1967) 

فيديو يوتيوب

مما لا شك فيه أن لجيمس بوند شعبية كاسحة تخطت حدود موطنه لتشمل العالم كله إنه العميل 007 الوسيم الماكر الذي يحارب الجواسيس حول العالم بصحبة جميلات مذعورات واختراعات غريبة يقدمها له مكتب الـ M16 لا نعلم حقاً إن كان الكاتب إيان فليمينغ قد توقع أن ينال بطله الخيالي شهرة كاسحة فاقت شهرته شخصياً.

فجيمس بوند لا يزال وبعد أعوام طويلة على مبتكره بطلاً محبوباً ذو شعبية عالمية، حتى أن عملية اختيار جيمس بوند القادم تحولت إلى عملية حساسة يترقبها العالم بأسره خاصة أن هناك معايير صارمة لاختيار الجاسوس الذي ينبغي عليه أن يمثل المملكة البريطانية أمام العالم كله.

تستند سلسلة أفلام جيمس بوند إلى روايات فليمينغ غزير الإنتاج وعَبر الأعوام قدمت أفلام سينمائية أصبحت أشهر من نار على علم ك Doctor No وTomorrow Never Dies وبالطبع Casino Royal في الحقيقة لم يكن الفيلم الصادر عام 2006 هو الاقتباس الأول للقصة لكنه الأشهر قطعاً إذ سبق أن قدمت القصة مرتين من قبل لكن الفيلم الصادر عام 1967 امتلك ما جعله مميزاً للغاية.

إذ أن هذا الفيلم لا ينتمي إلى سلسلة أفلام بوند الشهيرة الممتدة منذ عقود إنه فيلم مستقل عنها ومن إنتاج شركة Colombia Pictures الشهيرة، كان الفيلم محاكاة ساخرة للصناعة بأكملها واعتمد بشكل فضفاض على رواية فليمينغ حيث تتبع الأحداث عودة 007 من التقاعد للقضاء على أحد الأشرار ليصبح بعدها رئيس الـ M16 يمكننا اعتبار الفيلم الأب الشرعي لسلسلة أفلام أوستن باورز الشهيرة فيلم مخصص بالكامل للسخرية من عالم جيمس بوند الذي كان في أوج مجده آنذاك.

كان الفيلم في واقع الأمر مبتذلاً سخيفاً مفعما بالكليشيهات التي وضعت خصيصًا لانتزاع ضحكات الجمهور، كما أن مدة تشغيله كانت طويلة أكثر مما تحتمله القصة المهلهلة.

ظلت قصة كازينو رويال أسيرة شركة كولومبيا لأعوام طويلة حتى استحوذت عليها شركة سوني فتم بيع حقوقها وبعدها بأعوام أخرى استطعنا أن نستمتع أخيراً برؤية نسخة محترمة من القصة وذلك عام 2006 بفيلم حطم أرقام الإيرادات وأثار إعجاباً غير المسبوق.

يمكن اعتبار كازينو رويال واحداً من أفضل وأقوى أفلام سلسلة جيمس بوند قاطبة، كما أنه شهد الظهور الرسمي الأول للوسيم الرائع دانيال غريغ الذي يعتبر في نظر أغلب عشاق بوند واحداً من أفضل من جسدوا دور العميل 007 اعتمدت قصة الفيلم على رواية فليمينغ بشكل أكثر دقة وتم تقديم القصة بشكل متواتر متسارع حماسي يليق برجل قادر على إطلاق الرصاص قبل أن يفكر خصمه في رفع سلاحه.

لاشك أن لثنائية دانيال غريغ وإيفا غرين دور في نجاح الفيلم المذهل الذي كان عودة رائعة لبوند بعد عثرات طويلة، فارق غريغ شخصية بوند بعد سلسلة ناجحة من الأفلام الرائعة لكن سيظل لكازينو رويال مكانة خاصة في قلب كل من أحب جيمس بوند نسخة دانيال كريغ ولهذا يمكن لنا وبسهولة اعتبار أن فيلم كازينو رويال 2006 كان الاقتباس الأنجح والأفضل من رواية فليمينغ التي انتظرت 40 عاماً قبل أن تنال تجسيداً محترماً يليق بها.

فيديو يوتيوب

War of The Worlds (2005) VS War of The Worlds (1953)

فيديو يوتيوب

لقد نقلت قصة حرب العوالم قصص الخيال العلمي إلى آفاق رحبة ولا عجب فمؤلفها واحد من أشهر أدباء العالم إنه إتش جي ويلز ذو الخيال الأسطوري الذي قدم للعالم قصصاً لا تزال بعد عقود من رحيله منارة أدبية.

في الواقع هناك قصة طريفة تتعلق بهذه الرواية، إذ أنه وعندما تم بثها إذاعياً عام 1938 كان البث متقناً لدرجة أن المستمعين صدقوا أن ما يسمعونه حقيقي وتسبب البث في حالة من الذعر الجماعي.

بعدها بأعوام حصلت القصة أخيراً على نسخة سينمائية هوليوودية خاصة بها ذلك عام 1953 كان الفيلم نقلة نوعية بالنسبة لأفلام الغزو الخارجي مرعباً كئيباً مقبضاً تذكر أنه صدر في الخمسينات في ذروة الحرب الباردة عندما كان الأمريكيون يرتجفون هلعاً من فكرة الغزو الشيوعي.

لذا فقد كانت مشاهدة فيلم يفشل فيه البشر مراراً وتكراراً في الانتصار على الغزاة تجربة غير السارة بالقطع، وكأي فيلم من نوع الخيال العلمي احتوي الفيلم على مجموعة من المؤثرات الخاصة التي كانت مبهرة بالنسبة لزمنها لقد كانت مؤثرات الفيلم شيئاً من قبيل السحر.

رغم أنها قد تبدو لنا سخيفة للغاية إلا أنها وبالنسبة لزمن كان الهاتف المحمول فيه ضرباً من الخيال شيئاً عالمياً تغنت به هوليوود لأعوام، عادت حرب العوالم إلى الشاشة الكبيرة مجدداً بعد خمسين عاماً هذه المرة من خلال عدسة واحد من أفضل وأبرع مخرجي العصر ستيفن سبيلبيرغ الذي أبدع في رفع مستوى الخوف والتوتر الذي كان سائداً بالفعل آنذاك عقب تفجيرات 11 سبتمبر التي كانت ما تزال حاضرة في الأذهان.

لقد كانت تجربة سبيلبيرغ المتجددة في حرب العوالم ضربة عبقرية لا تخرج إلا من مخرج فذ، كانت حرب سبيلبيرغ أكثر قتامة والغزو الفضائي أشد رعباً بمراحل لا يمكن لأحد شاهد الفيلم إلا وأن يتذكر وبقلق صوت الأزيز المزمجر لمركبات الغزاة الفضائية.

لقد كان الرعب حقيقياً متجسداً ضاعفته الجرعة الدرامية والعاطفية التي أبدع توم كروز في إظهارها نحن نرى الغزو من عيني أب مذعور سيفعل أي شيء لأجل طفليه إنه ليس جندياً محنكاً ولا بطلاً خارقاً إنه أب يحب أطفاله فقط، لقد منح الفيلم الفرصة لكروز كي يتألق بدور الأب التائه الذي تنقلب حياته تماماً.

وتحول من أب غير المسؤول إلى أب رائع يقدر تلك اللحظات الثمينة التي قد تجمعه بأطفاله، تدين هوليوود بالكثير إلى فيلم حرب العوالم، إنه الأساس الذي قامت عليه أفلام الكوارث لاحقاً، كانت النسخة الأصلية رائعة قوية مرعبة أمًا المتجددة فلم تكن بأقل روعة كما أن لمسات سبيلبيرغ الإخراجية أضافت لها ألقاً وتميزاً يجعلها نسخة متجددة رائعة من فيلم أسطوري رائع. 

فيديو يوتيوب

The Mummy (1999) VS The Mummy (1932)

فيديو يوتيوب

يدين وعينا الجمعي بالكثير لاستديو Universal Monsters الذي تفنن في تقديم مجموعة أنيقة رائعة من الوحوش المرعبة التي خلدت بتفاصيلها في ذاكرتنا حتى تحولت إلى أساس ونموذج يحتذى به قلاع متداعية مختبرات مليئة بالأدوات المتناثرة تلال مظلمة وقرى تعج بالفلاحين الغاضبين صور هادئة باردة مغلفة بالأبيض والأسود.

أعادت روائع كلاسيكية للحياة على الشاشة الكبيرة فشاهدنا دراكولا بشرّه وأناقته وقلعته المرعبة فرانكنشتاين العالم المخبول ومختبره الذي شهد تخليق وحشه وبالطبع المومياء، جسد بوريس كارلوف دور المومياء في الفيلم الذي حمل نفس الاسم.

ومنذ ذلك الوقت سن قانون غير المكتوب، المومياء ينبغي أن تلف بالضمادات وأن تسير بأذرع ممتدة إلى الأمام وأن تكون مرعبة بشدة، كان الفيلم مقلقاً كئيباً زاده انعدام الألوان قتامة ورعباً ومما لا شك فيه أن أداء كارلوف الأسطوري بدور امنحوتب أضاف الكثير للفيلم الذي ركز على الرعب الكامن وراء عودة المومياء الشريرة إلى الحياة.

كان امنحوتب بطل الفيلم بالقطع بهدوءه ونظرات عينيه القوية بدا امنحوتب مزيجاً من وحش فرانكنشتاين ودراكولا حتى أنك تتعاطف معه دون أن تشعر إنه مجرد رجل مسكين يرغب في إيجاد حبيبته المفقودة، عادت المومياء إلى الشاشة الكبيرة بعد سبات طويل لكن هذه المرة بثيمة مختلفة بالكامل فالفيلم الصادر عام 1999 كان إعادة تصور لسلسلة إنديانا جونز واسعة الشعبية أكثر من أن يكون إعادة تصور للفيلم المرعب.

كانت جرعة الرعب قليلة للغاية وطغت روح المغامرة على الفيلم خاصة بوجود بريندون فريزر الذي كان في ذروة مجده آنذاك على عكس الفيلم الأصلي لم يكن امنحوتب بطل الفيلم بالضبط نعم إنه هناك مخيف ساحر، لكن اللمحة الإنسانية التي ميزت أداء كارلوف كانت مفقودة ففيلم عام 1999 هو فيلم مغامرات وإثارة إنه فيلم مسل ممتع بجرعة كوميدية لطيفة أشبه بوجبة سريعة تستمتع بها ثم تنسى كل شيء عنها بعد دقائق.

لقد كان الفيلم الأصلي رعباً كاسحاً إنه نموذج مثالي لأفلام الوحوش الكلاسيكية، أمًا النسخة الجديدة فهي مغامرة ممتعة من السحر والخيال لكل فيلم خصوصيته وتميزه وهذا ما يجعل كل منهما فيلماً رائعاً بطريقته الخاصة. 

فيديو يوتيوب
ذو صلة

استعرضنا اليوم مجموعة مميزة من الأفلام التي كانت نسخاً متجددة من أفلام قديمة بعض هذه الأفلام نجح في فرض بصمته الخاصة، وكان أفضل تجديد يمكن تمنيه وبعضها الآخر كان أقل من أصله.

إن تقديم نسخ جديدة من أي فيلم أمر أشبه بإلقاء نظرة مختلفة عليه الزمن يتغير والتقنيات تتطور وبعض الأفلام تستحق أن تنال فرصة أخرى بتقنيات أكثر حداثة وتطوراً ومعالجات سينمائية أكثر دقة، إن هوليوود تقتبس من نفسها ببراعة بلا شك؛ فالتجديد أمر مرحب به للغاية في عالم ينمو باضطراد كعالم السينما ومن الممتع أن نشاهد نسخاً أحدث من أفلام طواها الزمن والنسيان أو أفقدها التطور بريقها العتيق!

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة