من سينما هوليوود وكوريا وبوليوود.. إلى أين يتجه شباب النجوم؟

يقول الشاعر الألماني الشهير غوته عن الشباب : "يتوقف مصير كل أمة على شبابها".

الشباب تلك المرحلة الحرجة المقلقة التي تشكل ذروة حياتنا البشرية وخلاصتها؛ إنها المرحلة التي يتعين فيها على المرء بناء نفسه وإنشاء شيء يخصه؛ شيء يضمن له أعوامه القادمة؛ إن الشباب طاقة صافية كاسحة وعالم الفن السابع يدرك تماماً أهمية الشباب فنرى كثيراً من عمالقة السينما بدؤوا حياتهم المهنية شباباً أغراراً معدومي الخبرة.

لكن بموهبة وحضور لافت جعلهم ممثلين مطلوبين بشدة، إن دوام الحال من المحال كما يقال ولا يمكن لعالم شاسع ضخم كالسينما أن يستمر كل هذه الأعوام بدون طاقة الشباب المتجدد، تذكر أن الجميلة الأوسكارية ميريل ستريب كانت مجرد فتاة عادية تجاهد لنيل دور صغير في أي فيلم.

كان لكن موهبتها الفائقة جعلتها وفي فترة قصيرة أيقونة ثقافية سينمائية عالمية اخترقت كل القلوب، لا يقتصر الأمر على هوليوود بالطبع؛ ففي الأعوام الأخيرة بدأت السينما البوليوودية والكورية بفرض نفسها على الساحة السينمائية العالمية لأسباب متعددة لكن المواهب الشابة كان لها دور كبير في هذا النجاح والانتشار.

إن المستقبل مجهول للغاية غير المعروف لكن بعض المواهب الشابة تبشر بممثلين أسطوريين قادمين بقوة، سيكون مقالنا اليوم في "أراجيك فن" مختلفاً مفعماً بطاقة وحيوية الشباب إذ أننا سنسلط الضوء على مجموعة من الممثلين الشباب الذين يبشرون بمستقبل سينمائي رائع لبلدانهم.

مواهب شابة لفتت أنظار النقاد قبل الجمهور في السينما الهوليوودية والبوليوودية وبالقطع الكورية؛ نجوم أغرم بهم كل من شاهدهم بعدما أظهروا موهبة مذهلة وأبدعوا في تقديم أدوار قد تكون صعبة بالنسبة لأعمارهم محاولين استكشاف مستقبلهم بناء على الموهبة والحضور الذي أظهروه في أعمالهم.. فلنبدأ في رحلتنا الشبابية التي سننتقل فيها عَبر العالم السينمائي الشاسع!

نرشح لك: “أراجيك فن” تقدم لكم ما فعله اليابانيون مع تطور فن الأنمي – (الجزء الثالث)

يمتلك ويلي وانكا كل ما يلزم ليكون شخصية خيالية فائقة الشعبية، إنه لطيف ودود غريب الأطوار وبالطبع صانع شوكولا بارع بشكل لا يصدق.

يعتبر "وانكا" شخصية شهيرة للغاية وصاحب قاعدة معجبين عريضة، مما يجعل لاختيار الممثل الذي سيكون ويلي وانكا خصوصية تقارب خصوصية اختيار جيمس بوند القادم بالنسبة لعشاق عالمه الخيالي. نال ويلي وانكا اثنين من أفضل ممثلي هوليوود لتجسيد شخصيته كان الأول هو جين وايلدر ذلك في فيلم Willy Wonka And The Chocolate Factory الأسطوري عام 1971.

والثاني كان حرباء هوليوود جوني ديب في فيلم Charlie and The Chocolate Factory عام 2005.

لقد قدم كل من الممثلين نظرته الخاصة لصانع الشوكولا غريب الأطوار فكان ويلي وانكا نسخة وايلدر قاسياً متلاعباً لكنه بالقطع ساحر بشدة بفضل الأداء التمثيلي المذهل لوايلدر الممثل الرائع الذي أصبح رمزاً للشخصية الشهيرة خاصة عند الأطفال.

أمًا نسخة جوني ديب فكان كما ينبغي أن تكون أي شخصية يؤديها جوني ديب غريب الأطوار بطريقة مخيفة بحس كوميدي سوداوي ومكياج صارخ، كان ويلي وانكا نسخة ديب غريباً للغاية لقد غاص جوني ديب في أعماق وانكا النفسية وقدم النسخة الأكثر قرباً من الواقع للشخصية وهو ما يمكن توقعه من ممثل مثله.

لقد قدم كل من الممثلين أداء أسطورياً لا ينسى للشخصية الرائعة؛ لذا فقد كان اختيار الشاب قليل الخبرة تيموثي شالاميه ليكون النسخة الثالثة من ويلي وانكا مخاطرة حقيقية.

كان تيموثي الشاب أذكى من أن يحاول تقليد سلفيه؛ فعلى الرغم من كونه شاباً في بداية مسيرته التمثيلية إلا أنه يمتلك حضوراً خاصاً به لذا فقد قدم وانكا أصغر سناً وأقل خبرة ويلي وانكا الذي لم يصبح بعد مالك مصنع الشوكولا الأسطوري بعد.

كان شالاميه ساحراً بحق لطيفاً أخرق بما يكفي وطيباً بطريقة تذيب القلب، لقد ابتعد شالاميه عن أداء وايلدر وديب تماماً وقدم وانكا بطريقة موسيقية ساحرة جذابة بشدة مستفيداً ببراعة من ملامح وجهه البريئة الطفولية بقصة تختلف عن قصة الفيلمين السابقين بالكامل.

لم يكن التحدي سهلاً لكن تيموثي شالاميه استطاع أن يكون وانكا مختلفاً وأن يحفر لنفسه مكانته الخاصة في ذلك العالم الساحر مؤكداً أنه ممثل ذو موهبة فائقة.

رغم أن شالاميه قدم أداء رائعاً في سلسلة Dune إلا أن وانكا سيظل لأعوام طويلة مرجعية صادقة للموهبة والحضور الرائع للممثل الشاب الذي يبدو أنه سيصبح من عمالقة هوليوود بعد أعوام بعدما نجح في النجاة من براثن النقاد الذين انقسموا في آرائهم حول أدائه على عكس الجمهور الذي أغرم به بشدة.

لكن الأمر الأساسي الذي اتفق عليه جميع النقاد كان أن تيموثي شالاميه ساحر جذاب وممثل له مستقبل رائع في عالم التمثيل. 

نرشح لك: فيلم Wonka.. كواليس تيموثي شالاميه بمشهد رقصة الباليه الجوي التي أدهشت الجماهير

بملامحها الفريدة وجمالها الاستثنائي نجحت الأرجنتينية الأمريكية آنيا تايلور-جوي في لفت الأنظار إليها بسرعة قياسية لكن فيلم The Menu سيظل دومًا مرجعية تشهد بموهبة فذة للممثلة الشابة.

كان الفيلم غريباً مقبضاً كوميديا سوداء تستمد فكاهتها المريضة من قسوة الحياة والطبقية التي تحكم عالمنا هذا جسدت تايلور-جوي في الفيلم دور مارغو التي كانت كسمكة خارج محيط الثراء الفاحش الذي طبع شخصيات الفيلم.

كان التحدي الأكبر أمام آنيا هو محاولة الارتقاء إلى مستوى الجاذبية والكاريزما الأسطورية لرالف فينس المرعب الذي قرر أن يعيد لنا سيد الظلام اللورد فولدمورت بحلة الشيف سلويك غريب الأطوار.

كان أداء آنيا رائعاً للغاية إذ أدركت خصوصية شخصية مارغو صوت العقل الذي يرى خلف البهرجة المخادعة لأطباق سلويك التي تثير إعجاباً غير المعقول في أوساط أصحاب الثروات الجاهزين وبسعادة لإنفاق أموال طائلة في المطاعم الراقية.

رغم أن قصة الفيلم ليست بجديدة تماماً، إلا أن طريقة تقديمها وذلك الصراع الطبقي المتواري خلف حبكتها يجعل للفيلم خصوصية متفردة رغم كم العنف المقلق الذي احتوته الأحداث.

كما أن الأداء التمثيلي لآنيا تايلور-جوي نال استحساناً نقدياً يكاد يوازي ذلك الذي انهمر على رالف فينس، إن فينس ممثل مخضرم مشهود ببراعته وموهبته المذهلة لذا فقد كان التحدي أمام تايلور-جوي صعباً بحق لكنها كانت على قدر التحدي وأفضل.

إذ كانت ساخرة فكاهية قادرة على إبراز كل العواطف المتشابكة التي تحكم شخصية مارغو، لقد جلبت بأدائها تلك اللمسة الإنسانية المطلوبة للتخفيف من جنون الفيلم.

إنها ممثلة بارعة وصاحبة موهبة لا شك فيها موهبة جعلتها واحدة من أشهر نجمات جيلها وممثلة مطلوبة بشدة فرغم صغر سنها النسبي إلا أن مسيرتها كممثلة تحتوي مجموعة رائعة من المسلسلات والأفلام التي تشهد جميعها على موهبة أصيلة وحضور طاغ مترافق مع جمال طبيعي فريد من نوعه.

مزيج يجعل من آنيا تايلور-جوي أيقونة شبابية وموهبة غضة تبشر بمجد سينمائي لربما يعيد لهوليوود ذلك الرونق الشبابي الذي افتقدناه بحق ولا شك أن آنيا كانت إضافة حقيقية لهذا العالم الساحر العملاق عالم الفن السابع.

نرشح لك:  أفلام الجيل Z.. مغامرات وتجارب وخبرات لن يقدرها إلا الشباب

بالنسبة لعشاق عالم مارفل السينمائي تعد سلسلة الرجل العنكبوت من بطولة توم هولاند مميزة بشدة؛ إذ أن بيتر باركر عاد في هذه السلسلة إلى البيت إلى مارفل بعد أعوام من استحواذ شركة سوني على حقوق الشخصية.

يعرف كل عشاق عالم الرجل العنكبوت أن هذه الشخصية حازت اثنين من أروع وأفضل ممثلي هوليوود أولهما كان توبي ماغواير.

الذي ما زال بالنسبة لكثير من عشاق هذه الشخصية سبايدرمان الحقيقي كان ماغواير رائعاً بالقطع حساساً لطيفاً فكاهياً وقد حازت أفلامه الثلاثة على أصداء إيجابية واسعة، بعدها بأعوام ظهر أندرو غارفيلد في هذا الدور وقدم فيلمين ضمن سلسلة The Amazing Spider Man.

 في الواقع يعتبر غارفيلد مظلموماً فسلسلته بقيت غير المكتملة كما أنه كان سبايدرمان الأكثر سوداوية لأعوام بقي الجمهور في انتظار ثالث أفلام السلسلة وختامها.

لذا فقد كان الإعلان عن منح امتياز الرجل العنكبوت لشاب حديث السن والخبرة كتوم هولاند خبراً صادماً نوعاً ما، كان هولاند صغيراً للغاية أكثر شباباً من سلفيه نسخة أصغر سناً من بيتر باركر الجامعي إنه بيتر باركر طالب الثانوية ذو القوى الخارقة، ظهر هولاند للمرة الأولى عام 2016 في فيلم  Captain America: Civil War. 

لقد عاد الرجل العنكبوت إلى بيته وسرعان ما أصبح فرداً من فريق المنتقمين في سابقة غير المعهودة بعدها نال أول أفلامه عام 2017 والذي جاء باسم Spider man: Homecoming. 

رغم الشكوك والانتقادات سابقة الأوان كان هولاند رجل عنكبوت رائعاً شاباً بما فيه الكفاية ليجذب المراهقين ومذهلاً بما يكفي ليلفت كل الأنظار حتى النقاد المتلهفون لتمزيق الفيلم بأقلامهم بدوا عاجزين عن مقاومة سحر هولاند الذي قدم نسخة غير المطروقة لبيتر باركر.

إنه ليس رجلاً ناضجاً يعيش مع عمته العجوز إنما هو مراهق بكل ما في المراهقة من صعوبات يعيش مع عمته الشابة الحسناء، لاقى الفيلم نجاحاً خيالياً دفع مارفل لإطلاق مزيد من الأفلام فجاء فيلم (Spider Man: Far From Home (2019). 

رائعاً مثيراً ومذهلاً بصرياً أمًا فيلم (Spider Man: No Way Home (2021.

فقد حمل أروع هدية يمكن لعشاق عالم الرجل العنكبوت تصورها لقد استغلت مارفل بسعادة نظرية الأكوان المتوازية لتعيد لنا كلاً من توبي ماغواير وأندرو غارفيلد بعد طول غياب في حركة بارعة أضافت الكثير للفيلم الذي حطم أرقام الإيرادات في شباك التذاكر الأمريكي والعالمي.

كان توم هولاند ذكياً ذو حس كوميدي مميز وطاقة حيوية وشبابية واضحة؛ لقد التقط وببراعة النمو العاطفي وعلامات النضج في شخصية بيتر باركر بشكل أوضح من سلفيه ومع صدور أجزاء أخرى من السلسلة كان بيتر باركر ينضج ويكبر أمام أعيننا ليصبح الرجل العنكبوت الذي نعرفه.

لقد كان كل من ماغواير وغارفيلد رائعين بحق لكن "هولاند" قدم لنا نسخة غير المعروفة؛ نسخة أكثر واقعية وقرباً منا لا شك أن أداءه البارع وموهبته الواضحة خاصة تلك الكيمياء الفورية التي خلقها مع روبرت داوني جونيور.

كان له الفضل الأكبر في شعبيته ونجاحه كأصغر رجل عنكبوت يتم تقديمه لربما سيرتبط هولاند في أذهاننا بالرجل العنكبوت لأعوام طويلة قادمة لكن موهبة استثنائية كموهبته تبشر بممثل رائع قادم بقوة لينير هوليوود بالطريقة نفسها التي أنار فيها ظلمات عالم مارفل وقدم لها أكثر أبطال المنتقمين شباباً وظرافة ولطفاً.

نرشح لك: كيف تتابع أفلام عالم مارفل السينمائي من البداية وحتى الآن؟

مع تراجع مستوى هوليوود السينمائي خاصة عقب جائحة كوفيد، اتجه عشاق الفن السابع إلى سينما تلبي مطالبهم ورغباتهم بقصص مبتكرة وحبكات متقنة وبالطبع ممثلين قادرين على تجسيد أعقد الأدوار بسلاسة جذابة.

إنها السينما الكورية التي لا يبدو أن ألقها سيتوقف في أي وقت قريب ذلك أن الجيل القديم من الممثلين المخضرمين سلم شعلة الموهبة إلى الجيل الأصغر الذي لا يقل موهبة وجاذبية عن أسلافه ووي ها-جون خير مثال على هذا.

منذ ظهوره الأول عام 2015 نجح الممثل الشاب في لفت الأنظار إليه؛ فموهبته الواضحة ووجهه القادر على إظهار كافة الانفعالات والمشاعر مهما بلغ تعقيدها تجعله واحداً من نجوم كوريا الشباب واسعي الشعبية. 

لمع اسم ها-جون بقوة بعدما أبدع في تجسيد دور القاتل المتسلسل دو شيك في فيلم Midnight الذي يعتبره كثيرون من أفضل أفلام الدراما الكورية وأكثرها إثارة.

تدور قصة الفيلم حول امرأة صماء تعمل مستشارة للغة الإشارة في مركز اتصال لغة الإشارة والتي تصبح هدف القاتل المتسلسل دو شيك بعدما شهدت إحدى جرائمه لكن ولأنها صماء فإن اتهاماتها لا تؤخذ على محمل الجد، لم يتخذ ها-جون الطريق السهل في تأدية دور القاتل فلم يبتسم بشراسة أو ينظر إلى الكاميرا بخطورة.

لقد ابتعد في أدائه وبشكل كامل عن الكليشيهات المملة ونجح في استخراج الأعماق النفسية للرجل الذي لا يجد شيئاً أفضل يفعله سوى قتل الناس في منتصف الليل والقادر على خداع الجميع ببرائته مقدماً أداء متقنا لدرجة مقلقة فأحياناً يبدو مسالماً لطيفاً يبتسم بصبر أمام اتهامات المرأة الصماء "الظالمة".

وأحياناً أخرى هو أشبه بوحش مفترس يفعل كل شيء وأي شيء لإخراسها مما خلق حالة من التوتر والترقب في عقل كل من شاهد الفيلم والفضل الأساسي في هذا يعود إلى وي ها-جون الذي كان شريراً رائعاً بشكل لايصدق.

استقطب الفيلم استحساناً نقدياً يفوق الوصف حتى أن موقع Rotten Tomatoes الشهير بتعسف نقاده منحه الدرجة الكاملة في سابقة قلّما يشهدها عالم النقد.

لقد امتلك فيلم منتصف الليل حبكة متقنة متصاعدة أضيف إليها إتقان تمثيلي من كافة أبطال العمل لكن وي ها-جون كان نجماً متألقاً بحق، ونجح في لفت أنظار العالم إلى موهبته الفطرية الفذة التي أضافت الكثير إلى صناعة السينما الكورية ومما لا شك فيه أن هناك المزيد في جعبة الممثل الشاب الموهوب.

نرشح لك: مع اكتساح شعبية Squid Game.. هل تفوقت الدراما الكورية على واقعية هوليوود؟

لا شك أن قسماً مهماً من سحر بوليوود يعود إلى امتلاكها مجموعة من الممثلين ذوي الوسامة الفائقة والحضور الطاغي.

إن للسينما الهندية خصوصية تجعلها مختلفة عن أي سينما أخرى كبصمة سينمائية لا تتكرر فقط في الهند يمكن أن تتوقف الأحداث لدقائق ريثما ينتهي الممثل من الغناء والرقص.

قد يبدو الأمر سخيفاً بشكل ما لكنه جزء حيميم من سحر بوليوود التي أصبحت في الأعوام الأخيرة محط أنظار العالم بعدما اخترقت حواجز اللغة والثقافة وكليشيهات هوليوود خاصة عقب اقتناص الفيلم الرائع RRR جائزة أوسكار لأفضل أغنية مقدماً دفعة سينمائية لعالم بوليوود الساحر.

يفترض كثيرون أن السينما الهندية تتخصص في الأفلام الرومانسية التي لربما تكون شديدة الابتذال أحياناً لكن هذا الظن مجحف للغاية فبوليوود تمتلك مجموعة محترمة من نجوم الأكشن القادرين على منحنا أفلام إثارة وتشويق رائعة ولا شك أن الممثل الشاب تايغر شروف واحد منهم.

يمتلك تايغر إرثاً فنياً لا يستهان به فهو ابن الممثل الهندي جاكي شروف وقد نجح في لفت أنظار عشاق السينما الهندية منذ ظهوره عام 2016 لكن فيلم War الذي شارك فيه البطولة مع هيتريك روشان كان نقلة حقيقية في مسيرته كممثل إذ أنه لم يجسد دوراً وحداً إنما دورين متناقضين بالكامل.

إذ أدى دور الكابتن خالد رحماني عميل RAW إضافة إلى دور الكابتن سوراب الذي خان RAW وخان بلده والذي يقتل الكابتن خالد وينتحل شخصيته في حبكة مثيرة تبدو خارجة من فيلم Face/Off الشهير، كان الفيلم مختلفاً للغاية عن أي فيلم بوليوودي آخر.

لكنه كان فيلماً ممتعاً مثيراً مشوقاً وقد نال استحساناً جماهيرياً ونقدياً واسعاً رغم بعض المشاهد التي كان مبالغاً فيها نوعاً ما.

أمًا تايغر فقد سحر القلوب ونال أداؤه تقييمات مرتفعة خاصة أنه جسد دورين متناقضين، إضافة إلى أنه نجم أكشن رائع وسيم أنيق وقادر على القفز ببراعة.

لقد نجح شروف في الارتقاء إلى مستوى واحد من أقوى ممثلي الهند هيتريك روشان وتقديم أداء يوازي أداءه رغم فرق الخبرة الشاسع بين الرجلين.

لكن يبدو أن جينات تايغر شروف ساعدته بحق؛ إذ أن حضوره واضح ويمتلك كاريزما لا تفوت؛ مما يجعله واحداً من أفضل نجوم الهند الشباب الذين يبشرون بمستقبل سينمائي أفضل للسينما التي تطورت وتتطور باضطراد بعدما سحر ممثلوها الرائعون قلوب العالم.

نرشح لك: فيلم RRR.. سحر السينما الهندية يسيطر على الأوسكار والجوائز العالمية!

إن أكثر ما يجعل الدراما الكورية مميزة للغاية هو القصة؛ إن قصص الأفلام الكورية مختلفة للغاية عن أي قصة شاهدتها قبلاً إنها مثيرة ذكية تمس القضايا الحساسة ببراعة دون إثارة جدل لا طائل منه.

إذ أنه ومهما كانت القضية صعبة ومهمة السينما الكورية قادرة على طرحها في قالب متقن بحبكة ممتعة وهذا ما يجعل After My Death فيلماً ممتعاً لدرجة لا تصدق، ناقش الفيلم وببراعة واحدة من أهم القضايا التي تعاني منها كل المجتمعات على اختلاف أطيافها الثرثرة تلك المشكلة التي يغفل كثيرون عن خطرها.

يروي الفيلم حكاية صديقتين مقربتين هما كيونغ مين ويونغ هي عقب اختفاء كيونغ مين والاشتباه في انتحارها يتعين على يونغ هي مواجهة اتهامات والدة صديقتها بأنها السبب، فيما حدث لابنتها ويسارع رفاق يونغ هي في إدانتها رغم عدم توفر أي دلائل ضدها لتصبح ضحية لثرثرة مجتمعها.

تحاول يونغ هي كشف حقيقة ما حدث بنفسها وسط أجواء من الكراهية والتنمر، ناقش الفيلم قضيته ببراعة حقيقية فغلفها بطابع بوليسي مشوق يجذب الانتباه في الواقع ورغم قوة القصة إلا أن الأداء التمثيلي الحساس لجيون يوبين كان نجم الفيلم رغم أن يوبين كانت في العشرينات من عمرها.

في زمن الفيلم إلا أنها نجحت وبحق في تقمص شخصية طالبة المدرسة بكافة سماتها النفسية التي زادها التنمر تعقيداً لقد أدركت جيون يوبين حساسية القضية التي يناقشها الفيلم فوضعت كل موهبتها وحضورها لتمنح شخصية يونغ هي الحياة وتجعلها شخصية حقيقية بشدة يمكن لأي ضحية تنمر أن يرى نفسه فيها.

لم يكن الدور سهلاً بأي حال فالشخصية معقدة متعددة الطبقات واحتاجت إلى ممثلة بقوة وبراعة جيون يوبين لنقلها إلى الشاشة بموهبة واضحة جعلتها من أفضل ممثلات جيلها وجعلت لها شعبية اخترقت حدود كوريا، لا شك أن مستقبل يوبين المهني سيكون مشرقاً للغاية فالموهبة الأصيلة لا تخفي نفسها إطلاقاً وتحتاج فقط إلى فرصة تستغل ببراعة.

نرشح لك:  بوليوود Vs توليوود👳‍♀️.. أيهما يعتلي عرش السينما الهندية؟

تعتبر آليا باهات اليوم واحدة من أشهر نجمات بوليوود حالياً إنها جميلة رقيقة لطيفة وضيفة معتادة في مهرجانات واحتفالات عالمية كالميت غالا ومهرجان البحر الأحمر وغيرها الكثير كما أنها أيضاً ممثلة موهوبة تمتلك في جعبتها السينمائية مجموعة مميزة من الأفلام الرائعة التي صنعت مسيرتها الفتية.

ومع ذلك سيظل فيلم Dear Zindagi أفضل أفلامها بالنسبة لكثير من عشاق السينما الهندية إنه الفيلم الذي أثبتت فيه باهات أنها أكثر من مجرد وجه جميل.

لم يكن فيلم عزيزي زينداجي مجرد فيلم رومانسي آخر بل كان حكاية امرأة تجاهد لتفهم معنى الحياة لتعرف كيف ينبغي عليها أن تعيش أدت آليا في الفيلم دور كايرا المصورة السينمائية المصممة على إيجاد طريقها الخاص في السينما.

إنها صريحة مندفعة تعشق الحياة لكن حياتها تبدأ بالتدهور عقب انفصالها عن حبيب طفولتها وخطبة الرجل الذي خانته معه لامرأة أخرى، مع استمرار الكوارث تعود كايرا إلى بيتها وهناك تتعرف على الدكتور جيهانغير "جوج" خان الطبيب النفسي ذلك كي يساعدها للتغلب على الأرق.

كان الفيلم لطيفاً دافئاً مفعماً بالمشاعر أمًا باهات فكانت ببساطة مذهلة، لقد نجحت في خلق كيمياء رائعة مع واحد من أشهر وأقوى نجوم بوليوود الملك شاروخان، رغم أنها في زمن الفيلم كانت شابة صغيرة قليلة الخبرة إلا أنها نجحت في الولوج إلى الأعماق النفسية المضطربة لشخصية كايرا التي تخفي تحت ابتسامتها وحبها للحياة ندبات غير المرئية.

نالت آليا استحساناً نقدياً غير المسبوق وإشادات واسعة بأدائها السلس البعيد كلياً عن المبالغة والإسفاف رغم بعض الانتقادات السلبية التي نالها الفيلم.

إلا أن أقسى النقاد قلباً لم يستطع التغاضي الحضور الساحر اللطيف الذي أضافته آليا باهات إلى الفيلم الذي جاء مبشراً بقدوم ممثلة رائعة نجحت عَبر أعوام مسيرتها في حفر مكانتها كممثلة هندية رائعة من الطراز الرفيع لتنضم إلى كل من كارينا كابور خان كاترينا كيف وغيرهن كنساء مثلن الهند أفضل تمثيل يمكن لأي بلد أن يطلبه.

لا تزال آليا شابة وطريقها السينمائي في بدايته لكن ومما رأيناه حتى اليوم يبدو أن في انتظارنا نجمة متألقة سنذكرها لأعوام قادمة.

إن كل من ذكر في هذا المقال كان شاباً صغيراً مفعماً بالاَمال لكن الحياة منحته فرصة لحظة واحدة للتألق استغلها بحكمة إن النجوم الشباب مهمون جداً في عالم السينما، لا يمكن لصناعة عملاقة كهذه أن ترتكز على مجموعة من العجائز المخضرمين قطعاً.

لكن في عالم تنافسي شرس كعالم الفن السابع إن لم تنجح في فرض موهبة وحضور لافت فإن مصيرك سيذهب طي النسيان ومما لا شك فيه أن نجوم مقالنا نجحوا ببراعة في وضع بصمتهم الفريدة وإثبات موهبة أصيلة تبشر بمستقبل قد يجعلهم عجائز سينما مخضرمين ومرجعية سينمائية يوماً ما!

نرشح لك: نجمات بولييود صارعن الشر وتمردن على “كليشيه” الرومانسية الهندية!