فيلم The Ministry of Ungentlemanly Warfare.. كيف يورط المخرج غاي ريتشي شريكه الممثل هنري كافيل؟

يعتبر المخرج البريطاني "غاي ريتشي" من أكثر المخرجين غزارةً في الإنتاج، خلال السنوات الآخيرة، حتى أنه يتفوق على المخرجين "كليمنت إيستوود" و"ريدلي سكوت" و"دينيس فيلنوف" في ذلك.

إذ إن فيلمه الأخير "The Ministry of ungentlemanly Warfare"، ليس عمله الوحيد في 2024، قبل هذا ذيل باسمه أحد إنتاجات "Netflix"، وهو مسلسل "The Gentelman" الذي يدخل في أروقة عالم الجريمة، العمل مأخوذ عن فيلمه الصادر عام 2019، للممثل "ماثيو ماكونهي" و"هيو غرانت".

وخريطة العام القادم لريتشي جلية من الآن، فمن المقرر إصدار فيلمين في عام 2025، فيلم "Fountain of Youth" بطولة "ناتالي بورتمان"، و"In The Grey" مع الممثلين "جيك جيلنهال" و"هنري كافيل" معًا لأول مرة. الأخير كان نجم فيلمه "وزارة الحرب الغاشمة" -لم يحقق إيرادات عالية في شباك التذاكر-.

الكوميديا الخفيفة حاضرة في فيلم الأكشن الحربي "The Ministry of ungentlemanly Warfare"، الأمر الذي يفضله "غاي ريتشي".

أحداث العمل السينمائي مستوحاة من كتاب "محاربو تشرشل السريون" للكاتب "داميان لويس"، عن عملية عسكرية سرية حصلت خلال الحرب العالمية الثانية، بالطبع النسخة السينمائية لا تخلو من عملية السرد الخيالي. 

يا ترى ما حكاية هذه الوزارة اليوم في "أراجيك فن"، وكيف يورط غاي ريتشي شريكه السابق في فيلم "The Man from U.n.c.l.e" النجم "هنري كافيل"؟ 

يتناول فيلم "The Ministry of ungentlemanly Warfare" عملية سرية تسمى "Postmaster"، قام رئيس الوزراء الإنجليزي "وينستون تشرشل" بالتخطيط لها، وأمر رئيس المخابرات بتشكيل مجموعة من المقاتلين لتنفيذ المهمة. 

لذلك يتم التواصل مع "جوس مارش فيليبس" (هنري كافيل)، والذي شاهدناه في البداية سجينًا مكبل اليدين. تعرض عليه الصفقة، ويوافق بشرط اختيار من يشاركه العملية.

بالطبع هنالك أشخاصٌ في باله، وجميعهم خارجين عن القانون، ولكنهم يتمتعون بمهاراتٍ عالية، وكثيرًا من الجنون الذي يشحن طاقاتهم. وكل فردٍ منهم يمتلك المقومات والسمات التي تميزه، ما يجعله عنصر يعزز من قوة الفريق. 

كانت لندن تتعرض لعمليات قصف من قبل الألمان، والتي تحاول السيطرة على أوروبا. 

المهمة تهدف إلى إغراق السفن الألمانية، وتدمير المستودعات التي تمد الغواصات النازية بالوقود، ومعدات الصيانة، على جزيرة "فرناندو بو" الأفريقية في المحيط الأطلسي، والتابعة لإسبانيا. لذا عليهم التوجه إلى الجزيرة بسرية تامة، حسب توصيات تشرشل، والذي لا يرغب بوصول خبر العملية لأي فردٍ في الحكومة، للحفاظ على منصبه، وعلى العلاقات الدبلوماسية الدولية. 

هل ستكون المهمة صعبة؟، وما هي التحديات التي قد تواجه جوس ورجاله؟ وهل يتعرضون لمحاكمة عسكرية بعد أن يكشف أمر فعلتهم؟ 

نرشح لك: أفضل أفلام الحروب.. سافر عبر الزمن مع السينما التاريخية النابضة بالحماس!

أبرز نقاط قوة فيلم The Ministry of ungentlemanly Warfare، هو الطاقم التمثيلي، وتحديدًا "هنري كافيل" القائد المقدام والذكي وأيضًا الخفيف الظل، يقدم كافيل أداءً يلمع به، ويزداد تألقه مع مشاهد القتال، حينما يهاجم أعداءه بوجهٍ ساخرٍ مبتسم. 

والممثل "آلان ريتشسون" بدور "أندرس لاسين" بجسمه القوي الصلب، رامي السهام الذي لا يخيب سهمه، فهو يجيد التناغم مع أسلحته. 

دون أن ننسى الممثلة "إيزا غونزاليس" العنصر النسائي الوحيد والتي تضفي سحرًا وجاذبية على العمل، بشخصية "مارجوري ستيوارت" تاجرة الذهب، والتي تحاول إغواء القائد النازي "هاينريش لوهر" (تيل شفايغر). 

مع غاي ريتشي جميع الممثلين لديهم فرصة للظهور، ضمن مساحة كافية لجذب الأضواء نحوهم، وهذا يبرهن قدرته على إدارة الممثل، واختيار نجومه بعناية فائقة، وتقديرهم، إضافةً لحسن اختياره لكادراته. 

لا خوف على مشاهد الحركة والأكشن معه، تأكد دائمًا أن هناك متعة في تصوير لقطات العنف، واستعراض المشاهد القتالية. وكثرة حبكات العمل الفرعية لا تشعرك بالضيق، بفضل الانسيابية في طرح الحكاية، والتنقل بسلاسة بين المشاهد، ولو أن الحبكة مكررة في السينما، عبر أفلامٍ عديدة. والتصوير السينمائي أضفى شيئًا من الحيوية، وحرفية انتقاء أزياء تلك المرحلة كذلك الأمر.

كل تلك العوامل إلى جانب الأداء التمثيلي، يخبروك أن العمل ممتعًا، ولو كان متوقعًا. "وزارة الحرب الغاشمة" فيلم إثارة يحفز الأدرينالين، لكن احتمالية أن أتشعر بالتوتر ضئيلة نوعًا ما، إلا عندما يحدث خطأ في أخر لحظة، ويضطرون لتغيير الخطة. وبالطبع لا مشكلة، فهم منتصرون لا محالة. 

نرشح لك: أفلام أكشن 2024.. قائمة جديدة تجعلك تشاهد مطارداتها لاَخر لحظة!

اعتدنا على المخرج والمنتج والسيناريست "غاي ريتشي"، أن يغوص بأفلامه في عوالم العصابات والجريمة. لم تستهويه يومًا المجتمعات العادية، ولا قصصها. اعتادت كاميرته على أجواء المنافسة، ومشاهد الحروب، والألغاز، والاضطرابات. 

لا تتمتع جميع أفلامه بذات السوية والأهمية، و بعضًا منها حقق فشلًا ذريعًا لدى الجماهير والنقاد، ولكن بالتأكيد يوجد أعمالاً مميزة رسمتها عينه نذكر: فيلم "Look, Stock and Two Smoking Barrles"، و"Snatch"، و"Sherlock Holmes"، و"The Gentelman". ويمكن ذكر فيلمي "The Man from U.N.C.L"، و"The Covenant". 

أمّا فيلم "The Ministry of ungentlemanly Warfare" ولو هناك اختلافٌ حوله، إلا أن الفيلم يثبت بشكلٍ دامغٍ مهاراته كمخرج أفلام أكشن وحركة، وأنه من أفضل المخرجين في حياكة قصص المطاردات والمغامرات. ربما اعتماده لفترات طويلة ومتقطعة على الأعمال التجارية، الهادفة لتحقيق المال للمنتجين، هو ما أضعف مسيرته قليلًا.

حاول في بعضٍ منها خلق التوازن ما بين التجاري والإبداعي، مثل فيلم الفنتازيا الموسيقي "Aladdin"، وبالنسبة لوزارة الحرب الغاشمة نستطيع القول أنه يمتلك الصفتين. حيث لا توجد تقلبات وتعقيدات في الحبكة، تتطلب حلولًا إبداعية، وهو الذي عودنا على المنعطفات غير المتوقعة، لكنه روى حدوتة هامة تتمحور حول النازيين، سردها بأسلوبه الجذاب والبسيط. 

والسؤال الآن لك عزيزي القارئ، هل ارتقى هذا العمل لمستوى أهم الأفلام التي أخرجها غاي ريتشي؟ 

نرشح لك: The Gentlemen.. هل نجح غاي ريتشي في تحويل فيلمه لنسخة تلفزيونية؟