تريند 🔥

🤖 AI

صراع لن يخفت بريقه مع جيك غلينهال بين “العدو” و”البرئ”.. ما سر الدراما؟

enemy-vs-innocent-arageek. art 2024
ساندي ليلى
ساندي ليلى

13 د

يقول سيد الغموض والتشويق ألفريد هيتشكوك :"الغموض عملية فكرية لكن التشويق في أساسه عملية عاطفية". 

لقد ترك هيتشكوك إرثاً سينمائياً لا يستهان به؛ إرثاً يخوله لأن يكون المرجعية الأهم في عالم التشويق، لقد خلقت موهبة هيتشكوك الأسطورية تحفاً لا تنسى Psycho و Vertigo وغيرها الكثير من الأفلام التي لا تزال عصية على المنافسة بعد مرور كثير من الأعوام لقد أدرك هيتشكوك اسم اللعبة واستطاع أن يتربع على عرش سينما التشويق.

إن التشويق كما يقول المخرج الأسطوري عملية عاطفية إنه الابن الشرعي للحبكة البارعة والنص المتقن والحوار الرشيق إضافة إلى عنصر لا ينبغي إهماله إنه الممثل؛ الفنان القادر على التقاط خيوط الحبكة المتشابكة وفهم الشخصية بأعماقها النفسية المتنوعة، لم تنته سينما التشويق برحيل هيتشكوك، فالسينما كالحياة لا تنتهي إلا بنهايتها إنها متجددة متنوعة تتطور باضطراد لا ينتهي لكن والحق يقال لا أحد استطاع التفوق على هيتشكوك.

في الأيام القليلة الماضية لفت مسلسل Presumed Innocent القصير أنظار المشاهدين عقب إطلاق بضع حلقات لا أكثر، بقصته المثيرة وحبكته المشوقة نجح المسلسل في فرض نفسه على ساحة التشويق ليصبح أحد أفضل أعمال هذا العام.

في الواقع يعود قسم كبير من نجاح المسلسل إلى براعة بطله جيك غلينهال الذي أبدع في أولى تجاربه التلفزيونية بعدما أذهلنا لأعوام في السينما.

يبدو أن غلينهال يعشق أدوار الغموض والإثارة فدوره في البريء المفترض يذكرنا بواحد من أفضل أفلامه وأكثرها غموضاً وتعقيداً إنه فيلم دينيس فيلنوف الرائع Enemy فما هي أوجه التشابه التي لاحظناها بين المسلسل الحديث والفيلم الهام؟ ما الذي يجعل من البريء المفترض عملاً استثنائياً؟.. ستجد إجابات هذه الأسئلة في مقالنا هذا من أراجيك فن لكن في البداية فلننعش ذاكرتنا قليلاً ولنتذكر معًا القصة الخاصة بكل من العملين! 


عندما يصبح المدعي هو المدعى 

فيديو يوتيوب

في أجواء من الدراما والإثارة القانونية تبدأ الأحداث باكتشاف جثة المحامية في مكتب المدعي العام كارولين بوليموس المقتولة بوحشية في منزلها لذا يتم تكليف نائب المدعي العام راستي سابيتش بفتح تحقيق حول الأمر خاصة أن الجريمة وقعت في فترة انتخابات حرجة.

لكن التحقيقات تكشف وجود علاقة غرامية بين راستي المتزوج والأب لطفلين وبين كارولين فيتم تنحيته عن القضية بسبب تضارب المصالح وسرعان ما يجد نفسه وقد أصبح المتهم الأول في الجريمة بعدما وجدت بصماته في كل مكان في شقة القتيلة.

إضافة إلى حقيقة أنها كانت حاملاً بطفله ليصبح أمام المدفع بعدما بقي لأعوام طويلة خلفه، يقع راستي بين نارين زوجته المتألمة المذلولة من خيانته وأطفاله المشمئزين منه وبين الإعلام الذي وجد في هذه القضية وليمة دسمة من الفضائح القذرة.

لتبدأ رحلة راستي الصعبة العسيرة لإثبات برائته وتنظيف اسمه من كل هذا التلوث خاصة أنه أصبح ضحية مفضلة للمدعي العام الجديد الذي أدرك أن هذه القضية سترفع من أسهمه كثيراً.

يعد المسلسل هو المعالجة التلفزيونية الأولى للرواية الشهيرة بعدما تم إصدار فيلم لاقى نجاحاً كبيراً عام 1990 وقد كان من بطولة هاريسون فورد.

فيديو يوتيوب

 رغم أن المسلسل مقتبس من نفس الرواية إلا أنه نجح في فرض بصمته الفريدة ونقل أجواء القصة وأحداثها إلى زمن أكثر حداثة بطريقة حافظت على عامل التشويق والجذب الذي جعل الرواية واحدة من أكثر الروايات مبيعاً.

لا شك أن حقيقة كون المسلسل مقتبساً من رواية ممتعة كهذه جعله عملاً منتظراً للغاية وكان عاملاً مساعداً في نجاحه الباهر لكن هناك أسباباً أخرى سنذكرها تباعاً في المقال..


العدو.. رجل يواجه أسوأ عدو يمكن تخيله

فيديو يوتيوب

على عكس "البرئ" المفترض ذي القصة الممتعة لكن المفهومة على الأقل كانت قصة فيلم العدو مضطربة غريبة مقلقة، اقتبس الفيلم من رواية الأديب البرتغالي الشهير خوسيه ساراماغو، وتدور أحداث الفيلم حول أستاذ تاريخ جامعي يدعى آدم بيل يعيش حياة رتيبة مملة لا جديد فيها نهر راكد لا أمل في تغير مجراه.

في أحد الأيام يستأجر فيلماً بعنوان "حيث توجد إرادة هناك طريق" بعدما رشحه له أحد زملائه وهناك يصدم بوجود ممثل في دور صغير يشبهه تماماً يبدو نسخة منه، أثناء البحث عنه على الإنترنت يكتشف أن اسم الممثل هو أنتوني كلير واسمه الفني دانيال سانت كلير.

يستأجر "آدم" فيلمين يظهر فيهما أنتوني للتأكد من نظريته ليصبح مهووساً بشبيهه وأثناء بحثه في بعض الصناديق في منزله يجد صورة لا يعرف متى التقطت لرجل يبدو مثله بيد امرأة على كتفه لكن الصورة ممزقة مما يجعل التعرف على المرأة مستحيلاً.

يتحول آدم إلى مترصد ويخترق حياة أنتوني محاولاً الالتقاء به بأي طريقة وعندما يتحقق اللقاء تنقلب حياة الرجلين تماماً لتتعقد أحداث الفيلم وتدخلنا في متاهة من الغموض المتزايد بنهاية شديدة الغموض ما زالت بعد مرور أكثر من عقد من الزمن مثيرة بشدة للتساؤلات.

لقد كان فيلم العدو حكاية نفسية مشوقة عن مواجهة شياطيننا الداخلية وتعقيدات أنفسنا، إنه قصيدة سينمائية مقلقة جلبت الحياة لواحدة من أعقد روايات ساراماغو الذي دومًا ما أبدع في تصوير النضال الإنساني المتمثل في التصالح مع هوية الفرد ومكانته في المجتمع.

وبفضل عدسة دينيس فيلنوف امتلك الفيلم جرعة مكثفة من السحر والغموض والتشويق المتسارع وهذا كان أول النقاط المشتركة بين فيلم العدو ومسلسل البريء المفترض.


بناء الصراع بين العدو والبرئ 

وفقاً للناقد الأدبي فورستر فإن هناك اختلافات جوهرية بين القصة والحبكة؛ فالقصة هي سرد الأحداث أمًا الحبكة فهي طريقة تنظيم هذه الأحداث وفق مبدأ السببية أي يمكننا القول إن القصة هي الحكاية أمًا الحبكة فهي طريقة تقديم هذه الحكاية والدرب الملتوي المفعم بالمنعطفات المؤدي إلى نهاية قد تكون محسومة وقد تكون غامضة مفتوحة.

كانت قصة فيلم "العدو" مختلفة تماماً عن قصة مسلسل "البريء"، المفترض لا يوجد أي قواسم مشتركة على صعيد القصة كما سبق ورأينا، لكن هناك تشابهات مثيرة للاهتمام في بعض نقاط الحبكة؛ خاصة في أهم عناصر أي عمل قائم على التشويق تلك اللحظة التي تعلن بدء الصراع.

كان إيقاع أحداث مسلسل Presumed Innocent مشوقاً منذ الحلقة الأولى سريع بما يلائم العرض التلفزيوني الطويل نسبياً بطيء بما يكفي ليجعل المشاهد متحفزاً باستمرار لمعرفة ما الذي سيحدث بعد الآن.

كانت انطلاقة المسلسل هادئة لكنها مغلفة بطبقة محسوسة من التوتر، إن مقتل محامية في مكتب المدعي العام المنتظر لنتيجة انتخابات قد تنهي حياته المهنية ليس حدثاً عادياً بالقطع.

تكشف القصة أسرارها تاركة خيطاً رفيعاً من الشك ينسج بتمهل حول كل شخصية فتكشف لنا الأحداث صدمات متتالية تأتي عقب بداية هادئة لحياة مملة رتيبة ففي البداية نرى راستي سابيتش نائب المدعي العام الناجح والزوج المخلص والأب الطيب لكن الحبكة تنزع تلك البهجة رويداً رويداً كاشفة الخفايا القابعة بخبث خلف هذه السعادة العائلية راستي رجل خائن والاسوأ أن ضحية الجريمة كانت عشيقته لأعوام.

كما أنه المتهم الأول في الجريمة لتكون هذه اللحظة هي بداية الصراع الدرامي الذي بنته الحبكة بصبر ارتكز عامل الإثارة والتشويق في العمل على الجو البوليسي.

إضافة إلى الأجواء المميزة للدراما القانونية فالتركيز انقسم ببراعة بين حياة راستي كخائن ومتهم، إنه عاجز عن الفرار من وصم الخيانة لكنه مصر على إثبات براءته من الجريمة الشنيعة على الأقل، يغوص المسلسل في تفاصيل نظام القضاء الأمريكي وسطوة الضغط الإعلامي دون إهمال الجانب الإنساني المتمثل بتأثير الجريمة على الحياة الشخصية للرجل الذي لم تثبت جريمته بعد.

لكنه يعامل كمجرم لا كبريء مع سائر عائلته التي دفعت ثمن كونه المشتبه به الأول في الجريمة فنرى زوجته تخسر عملها فيما يتحول أطفاله إلى ضحية محببة للتنمر والإساءة، لقد نجح المسلسل في خلق حالة تشويق ممتعة وبناء الصراع الدرامي بطريقة جذابة مع قفلات درامية تجعلك متلهفاً لقدوم الحلقة القادمة.

أمًا "العدو" فرغم اختلاف القصة ونوعها إلا أنه امتلك أسلوب حبكة مشابه "للبريء" بإيقاع أسرع ذلك بسبب محدودية وقت الفيلم لكن بعامل إثارة مختلف بشكل كامل؛ كانت بداية الفيلم هادئة بطريقة لا تنذر بالجنون القادم في الطريق آدم أستاذ جامعي يعيش حياة مملة للغاية البيت صديقته الضجرة منه وطلابه الأكثر ضجراً يبدأ الصراع الدرامي بتمهل وترو.

عندما يستأجر آدم فيلماً بعنوان سخيف عقب توصية زميل له وهنا تنقلب حياته وينشأ الصراع لقد رأى وجهه في الفيلم لكنه وعلى حد علمه لم يؤد أي أدوار تمثيلية من قبل فيبدأ رحلة بحث مهووسة عن هذا الرجل الذي يحمل وجهه والذي يعرف أنه يدعى أنتوني كلير.

لا تستند الإثارة في الفيلم على أي عامل محسوس؛ فآدم لن يقتل شبيهه مثلاً إنما هو الغموض الفلسفي الذي لم يفشل في إشعال فضول المشاهد ودفعه لمشاهدة الفيلم حتى آخر لقطة كي يفهم هذا السر؛ كيف يمكن لرجل أن يكون شخصين منفصلين تماماً.

كان الفيلم كابوساً خارجاً من عوالم كافكا، كابوس يغوص في دهاليز النفس البشرية وتلك الرغبات الأنانية التي تحكمنا كبشر رغم شخصياته المحدودة بشدة، إلا أن الفيلم نجح في خلق صراع نفسي درامي ممتع دون أن يهمل عامل الإثارة والجذب الذي أودى بنا إلى نهاية تختلف باختلاف فهمك للفيلم.

لقد دفع آدم ثمن فضوله العارم الذي تحول لاحقاً إلى هوس مرضي، تكشف الحبكة أسرارها بهدوء تاركة المشاهد يضع فرضياته الخاصة على أن تفندها بسعادة لاحقاً؛ هل هما توأمان فصلا عند الولادة؟ أم أنها جراحة تجميلية خارجة من عوالم بوليوود؟ أسئلة كثيرة طرحها الفيلم بطريقة خلقت خيطاً رفيعاً من الغموض الكافي لجذب المشاهد حتى آخر لقطة.

إن التشابهات في حبكة كل من العملين ليست واضحة لكنها موجودة؛ التوتر هو القاسم المشترك الأعظم، إنه اسم اللعبة، والسبب الأبرز الذي يجعلك مشدوداً باستمرار  إلى الشاشة راغباً في أن تعرف أكثر عاجزاً عن التوقف قبل أن تفهم ما الذي يجري، إن أفضل القصص هي تلك التي تروى بتمهل وروية لا تلك التي تقذف نفسها في وجهك باعثة جرعة لا تهاون فيها من الملل والضجر الذي كان أبعد ما يمكن عن هذين العملين الرائعين. 


جيك غلينهال سيد الأدوار المعقدة 

يعد جايك غلينهال أحد أفضل ممثلي جيله، إنه وسيم ذكي موهوب متنوع والأهم أنه قادر على تقمص أكثر الشخصيات تعقيداً دون أي خطأ.

في الواقع إن أفضل ما في جايك غلينهال هو موهبته الفطرية التي تجعله قادراً على رؤية التفاصيل الدقيقة غير المحسوسة للشخصية ومنحها الاهتمام الكافي لإظهارها بما يتلاءم مع طريقة سير أحداث العمل.

لأعوام طويلة قادمة سيظل العدو أحد أكثر أدوار غلينهال تفرداً وتميزاً لقد كان بطل العمل الأوحد وقلبه الحقيقي وعامل الجذب الأول حيث أدى دورين متناقضين على بعض الأصعدة متشابهين على أصعدة أخرى بطريقة تجعلك تشك في نفسك أهذا حقاً الرجل نفسه؟

لم يلجأ غلينهال إلى الطريقة المسرحية المبتذلة للتفريق بين آدم وأنتوني لم يغير لون شعره أو تسريحته لم يحلق لحيته الأمر أعقد من مجرد شبيه آخر، إن الفروقات بين الرجلين غير المرئية لكنها محسوسة بقوة والفضل في هذا يعود إلى الفهم العميق للتفاصيل الذي برع فيه جيك غلينهال بالقطع.

كان آدم بسيطًا مملاً رجلاً تراه هناك على هامش الحياة قد تلتقيه عشرات المرات، لكن هناك احتمالاً قوياً أنك لن تذكره بأي شكل كان.

أمًا أنتوني فكان النقيض إنه واثق جريء يعرف تماماً ما يرغب فيه وينفذه بلا أي تردد حتى لو انعكس على زوجته الحبلى هيلين كانت الفروقات بين الرجلين دقيقة يمكن إغفالها بسهولة لكن دقة أداء غلينهال الاستثنائي أشعرنا أننا نرى رجلين لا رجلاً واحداً ومع تقدم أحداث الفيلم المربكة بدأت الحدود الفاصلة بين الرجلين تتلاشى ببطء بتمهل ليصبح آدم ماضي أنتوني وأنتوني هو مستقبل آدم.

قد يبدو لك الأمر مربكاً غريباً لربما لو أن ممثلاً آخر أقل موهبة وتميزاً من غلينهال قدم هذا الدور لكان الفيلم قد لاقى فشلاً ذريعاً بالقطع فهذه النوعية من الأدوار الصعبة الجوهرية تتطلب كماً مخيفاً من الموهبة الفطرية والحضور الطاغي الذي يسمح لممثل واحد أن ينهض بالفيلم كاملاً وكل من شاهد العدو سيدرك أن جيك غلينهال كان سبباً أساسياً من أسباب النجاح الجماهيري والتقدير النقدي الذي انهال على الفيلم. 

يبدو أن جيك غلينهال يعشق الأدوار المعقدة فدوره في Presumed Innocent لم يكن أقل تعقيداً من دوريه في Enemy صحيح أنه يجسد دوراً واحداً لكن تعقيدات شخصية راستي سابيتش ليست هينة بأي شكل إنه رجل منقسم على ذاته بريء متهم رجل يشاهد حياته تتدمر أمام ناظريه.

زوجته تحتقره أطفاله مشمئزون منه رفاق مهنته ينظرون إليه على أنه مجرم قذر والطريق الوحيد أمامه هو إثبات براءة تبدو مستحيلة بسبب عدم وجود متهم آخر في الأصل.

رغم أن عرض المسلسل لم ينته بعد -حتى لحظة كتابة هذا المقال- إلا أن غلينهال نجح في تطوير أدائه حلقة تلو حلقة تبعاً لسير الأحداث وتعاقبها المثير مبتعداً ببراعة عن فخ الاستسهال والابتذال فهو قد يكون بريئاً من جريمة القتل لكنه وبلا أي شك زوج خائن مشتت بين حبه لزوجته وعائلته وبين حبه للمرأة الأخرى التي دمره موتها حرفياً.

إن انفعالات وجه غلينهال تدرس هذا الرجل قادر على تقديم مشهد طويل دون نطق كلمة واحدة فعيناه وتعابير وجهه تكفي لسرد حوار كامل لكن أفضل ما فيه كان أنه ورغم وجود بعض التقاطعات بين شخصيات العملين إلا أنه نجح في فرض بصمة مختلفة.

لكل شخصية راستي لا يشبه أنتوني وأنتوني لا يشبه آدم رغم أن ظروف الشخصيات متشابهة على أكثر من صعيد إلا أن تفاصيلها النفسية وأعماقها العاطفية كانت مختلفة بشكل واضح، إن بعضاً من عمالقة التمثيل يمكن أن يقعوا في فخ التكرار لكن يبدو أن جييك غلينهال يمتلك ما يكفي من الموهبة لمنح كل شخصية يؤديها روحها الخاصة وألقها المميز الذي يجعلها مختلفة مميزة وأسطورية لا يمكن أن تنسى.


هل تنصف الإيمي موهبة غلينهال بعدما خذلته الأوسكار؟ 

رغم موهبته الجبارة والزخم السينمائي المتسارع والمسيرة السينمائية الفريدة منذ بداية الألفية إلا أن أكاديمية الفنون فشلت بشدة في الاعتراف بموهبة جيك غلينهال ومنحه أي نوع من التكريم حتى لو كان ترشيحاً ففي الحقيقة نال جيك غلينهال ترشيحاً واحداً للأوسكار طوال حياته المهنية ذلك عن فيلم (Brokeback Mountain (2005.

فيديو يوتيوب

لينضم إلى العديد من النجوم الرائعين الذين تفننت الأكاديمية في تجاهلهم كبيل موراي أو سامويل إل جاكسون وغيرهم الكثير.

ومع ذلك لم يقلل هذا التجاهل من حماس غلينهال الفني واستمر في تقديم مجموعة رائعة من الأفلام التي تشهد بموهبة فذة وحضور لا مثيل له وهو ما انعكس على أولى تجاربه في عالم الشاشة الصغيرة لقد كان جايك مذهلاً بارعاً دقيقاً مدركاً لحقيقة أن أداءه سينعكس على قيمة العمل بأكمله لقد امتلك مسلسل Presumed Innocent مقومات نجاح متعددة قصة وحبكة وتشويق.

لكن الأداء التمثيلي السلس المتقن الذي قدمه لنا الممثل الموهوب كان رائعاً بشكل لا يصدق كما أنه تحول إلى عامل جذب جعل المسلسل يحتل قوائم المشاهدة في أكثر من بلد.

لقد خذلت الأوسكار غلينهال بقسوة وتجاهلت مسيرته الحافلة بطريقة غير المفهومة، فهل يمكن أن تمنحه الشاشة الصغيرة التكريم المستحق الذي طال انتظاره عقب خيبة الأمل والتجاهلات المستمرة من قبل القائمين على الأوسكار؟ لن نعرف إجابة هذا السؤال قبل صدور ترشيحات الأيمي لكن لو تم تجاهل غلينهال مجدداً فستثبت هوليوود حماقة غير المسبوقة تجعلها قادرة على التعتيم على موهبة صارخة لا مثيل لها كهذه الموهبة الهائلة. 

استعرضنا في هذا المقال بعضاً من القواسم المشتركة بين عملين رائعين جدليين اكتسحا الشاشة، إن وجود تشابه بين أي عمل وعمل آخر لا يقلل منه بأي شكل طالما أن كلاً منهما امتلك هويته الخاصة؛ لقد كانت التشابهات بين العدو والبريء غير الواضحة للعيان.

ذو صلة

لكنها ماثلة في التفاصيل الدقيقة ولعل السبب هو أن العقول العظيمة تفكر بنفس الطريقة؛ كان العملان رائعين بطريقتهما المميزة ولا شك أن وجود ممثل مذهل كجيك غلينهال في دور البطولة كان عاملاً أساسياً من عوامل النجاح المذهل الذي حققه العدو ويحققه البريء حتى لو تم تجاهل جيك غلينهال مجدداً فهذا لا يهم فموهبته أكبر وأعظم من أن تقاس بعدد الجوائز المصفوفة على رفوف منزله؛ فهذا الممثل الفذ يمتلك مجموعة هائلة من الأفلام التي تصرخ بحقيقة أنه واحد من أفضل ممثلي جيله بلا أي شك!

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة