تريند 🔥

🤖 AI

مسلسل A Gentleman in Moscow.. كيف يواجه ألكسندر روستوف ظلم الثورة في موسكو السوفيتية؟

A Gentleman in Moscow
علي عمار
علي عمار

7 د

مسلسل "A Gentleman in Moscow" القصير من Paramount+، ليس أول عمل درامي يكون فيه الفندق مسرح الأحداث الرئيسي للحكاية، فقد سبق وشاهدنا مسلسلات وأفلام عدة، تجري قصصها الممتعة ضمن الفنادق.

ولعل أشهرها المسلسل الإسباني "Grand Hotel"، والذي صدر عنه نسخ كثيرة في بلدان عديدة، وفي عالمنا العربي قدمت هوليوود الشرق، نسخة مصرية مميزة وجديرة بالمتابعة. 

حيث يعتبر الأوتيل أرضًا خصبة، لتحصل فيه أهم حكايا الإثارة والدراما، والجريمة والغموض. 

"رجل نبيل في موسكو" مأخوذ عن رواية صدرت في عام 2016، بقلم الكاتب الأمريكي "أمور تاولز"، وتتبع حياة الكونت الأرستقراطي "ألكسندر إيليتش روستوف"، والذي تم نفيه في علية فندق "متروبول" الفخم، عقب ثورة أكتوبر أو الثورة البلشفية في روسيا عام 1917، بقيادة "فلاديمير لينين". 

والتي أدت إلى قيام دولة اشتراكية، وفيما بعد الاتحاد السوفييتي. 

بالنسبة للثوار البلاشفة والدولة المستحدثة، يعتبر روستوف عدوًا لهم، كونه من طبقة النبلاء، لكن شيئًا بالأمس صار معه، لم يكن له يدًا به، أنقذه من عقوبة الإعدام الجائر، وضمن له إقامة جبرية امتددت لعقودٍ من الزمن، داخل أروقة أترف سجن في العالم. 

يا ترى ما حكاية روستوف، وما الذي أنقذ حياته، وكيف كانت محكوميته؟ وكيف واجه تداعيات سجنه في موسكو السوفيتية؟ كل تلك الأسئلة نجيب عليها الآن في "أراجيك فن"، ضمن مراجعة فيلم "A Gentleman in Moscow"... 

7.3/10
إعلان الفيلم

صفحة IMDb

تقييم أراجيك

A Gentleman in Moscow

يتم إنقاذ أحد الأرستقراطيين الروس من الموت ووضعه تحت الإقامة الجبرية في حين تدور أحداث الثورة البلشفية أمام عينيه.

عرض المزيد

  • name

    مناسب من عمر 4 سنوات فما فوق.

  • إنتاج

    2024
  • إخراج

    سام ميلر، سارة أوجورمان

بطولة

إيوان ماكجريجور،
ماري إليزابيث وينستيد،
فيهينتي بالوغون،
جوني هاريس

النوع

دراما،

قصة A Gentleman in Moscow 

فيديو يوتيوب

موسكو في عام 1917، ليست كما قبل هذا التاريخ. ولا حتى حياة الرجل النبيل "ألكسندر إيليتش روستوف"، كذلك الأمر! 

التأقلم مع حياة جديدة، ومختلفة، ومفروضة، لا يأتِ بسهولة، والحال التي آلت إليها مكانة الكونت الاجتماعية مع الحلقة الأولى، تخيل إليك أنه سيعاني الأمرين في هذا.

بعد اندلاع الثورة البلشفية، شهدت روسيا محاكمات عبثية، وإعدامات لا إنسانية بحق الطبقة الأرستقراطية. ولحسن حظ ألكسندر روستوف، وفي أثناء خضوعه للمحاكمة، قصيدة مؤثرة تغازل الثورة نسبت إليه، تنقذه من ظلم الإعدام. وعلى إثرها يصدر حكمًا بحقه، وهو الإقامة الجبرية في فندق متروبول، الذي عاش فيه خلال الفترة الأخيرة.

هل يمكن اعتباره محظوظًا، أم هو سيئ الحظ! خصوصًا عودته لبلاده من باريس، سببها رغبته بإنقاذ جدته -المتبقية له من العائلة- من أعمال العنف الدائرة. 

انتماءه للطبقة الحاكمة جعله يخسر كثير من الامتيازات، التي لطالما وهبته ياها الحياة، وأصوله النبيلة. حيث عليه الآن التخلي عن كل شيء، ممتلكاته، وألقابه، وأمواله، وجذوره التي تفاخر بها منذ الولادة، وأيضًا غرفته القديمة الفاخرة، والصعود إلى غرفة صغيرة باردة، شغلها سابقًا موظفو المتروبول.

وعليه الالتزام بالقوانين وعدم المغادرة، مقابل البقاء على قيد الحياة، والحصول على الطعام والسكن مجانًا. 

أناقة روحه، وطيبة قلبه، وفكره المتقد، صفاتٍ مكنته من كسب ود الجميع دون عناء، وهو الذي كان من أفضل النزلاء، واليوم صار إنسانًا عاديًا، مع أن هيئته وسحنته، وما شب عليه من قيمٍ وجمال، من غير الممكن سلبهم منه، مهما حاولوا. 

تنشأ صداقة غريبة بينه وفتاة طفولية متمردة اسمها "نينا" (أليكسا جودال)، تكون بمثابة بوابة للعبور نحو الأسرار، والأبواب المغلقة في أرجاء المكان، والممرات السرية، لامتلاكها مفتاحًا يخولها الدخول لأي جناح، واكتشاف الزوايا المضيئة والمظلمة. 

كما تساعده على استعادة أشياءه الخاصة وعائلته، ووضعها في غرفتهما السرية. 

طوال سنوات الحجز يختبر ألكسندر تجارب عديدة، نراه يعمل كنادل، وهو الذي رد بغضب عندما سئل عن وظيفته: “السيد النبيل لا تكون لديه وظيفة”. 

أيضًا تجمعه علاقة حب مبهمة في البداية، مع الممثلة "آنا أوربانوفا" (ماري إليزابيث وينستيد)، ويصبح رفيقًا للضابط الروسي "أوسيب جليبنيكوف" (جوني هاريس) -ليس بملء إرادته- لتثقيفه وتعريفه على عادات وسلوكيات الطبقة البرجوازية، ومشاهدة الأفلام، ومناقشة الأدب. 

أحداث وحروب سياسية وتحالفات وغيرها، تعصف بروسيا، والكونت ما زال قابعًا في متروبول. وعلى الرغم من كل ما فقده، يوجد هناك ما حصل عليه. 

ما هو يا ترى؟ 


ثورة ونبيذ ومغازلات

فيديو يوتيوب

ساحر جدًا "إيوان ماكجريجور" بشخصية "ألكسندر روستوف"، وكيفية دراسته وفهمه لها، وإخراجها بصورة باهرة، إن كان من خلال شكلها وتصرفاتها، أو ما يعتمر روحها من مكنوناتٍ داخلية، تترجم بحرفية حاله الفرحة، والحزينة. وتحديدًا عينيه. 

ليس سهلًا ما مرت به شخصية روستوف، التي بلحظة خسرت حياةً كاملة مترفة. وهو الذي اعتاد تذوق كل الجمال، بالفن، والنبيذ، والحياة.

لكن إقامته تلك منحته أمورًا أخرى لم يمتلكها يومًا، مثل علاقة الصداقة مع نينا، التي تصغره بأجيال، ومن ثم ابنتها "صوفيا" التي تركتها تحت رعايته، بعد أن كبرت وتزوجت، وصارت ثائرة لا تقترب من أرستقراطيته وأفكارها. 

صوفيا أكسبته صفة الأب، لكن غير البيولوجي. معها أصبح أكثر حرصًا، وحنية. 

وأعطاه "متروبول" الحب، ومشاعر الاشتياق لآنا نجمة السينما كلما غابت. والتي جسدتها زوجته الممثلة "ماري وينستيد"، وهذا سر الكيمياء العالية بين الشخصيتين. 

انتزاع ألقابه الشرفية وامتيازاته الاجتماعية، لم تفقده وقاره وكرامته. حتى بتعامله مع عمال الفندق، وانخراطه بأشغالهم. فهو يدافع عن البروليتاريا، دون أن ينسف ماضيه، أو يتنكر لمبادئ وعادات شاب عليها.

ولو كانت أفكار العمل غارقة بالسياسة والنضال، إلا أن جوهر الحكاية هو إيجاد الحب والعلاقات الإنسانية، والعائلة. 

يبني نص "A Gentleman in Moscow"، حورات شيقة ممتعة وعميقة، من غير الممكن أن لا تستوقفك شخصياته وهي تنطق حوارها، وتتحدث في السياسة والحكم. أو حينما تتغازل فيما بينها، أو تتكلم عن النبيذ والمآكولات. وعندما يكون الحديث مفعمًا بالعاطفة أيضًا. 

ما يميز المسلسل نقله كل أعمال الإجرام، والقمع الذي يحصل بالخارج، دون رؤيته، فقط نسمعه على ألسنة زوار الأوتيل وسكانه. حيث نعلم عن الدماء التي أخلفتها الثورة، وعن الحركة الستالينية، وعن هتلر وأوروبا، والحرب العالمية الثانية. ولو كانت هيئة الفندق مغايرة بالكامل، لصورة الخارج. 

الإخراج البصري والاهتمام بأدق تفاصيل الأزياء والديكور، أغنى العمل، وجعلنا نتعلق بالمكان ونستهويه. 

ولكن كان من الجميل لو خرجنا إلى ساحات موسكو الثلجية، ورأينا مناظر الترويع وسفك الدماء، وما يحصل، ليس بالضرورة تخصيص مشاهد كثيرة، كان يكفي مشهدًا واحدًا بكل حلقة. 

تستغرب عدم سماع لغة روسية في الحوارات، واعتماد اللغة البريطانية، مع أن العمل عن روسيا. 


بين المسلسل والرواية... 

فيديو يوتيوب

بما أن مسلسل "رجل نبيل في موسكو" مقتبس عن رواية الكاتب "أمور تاولز"، فمن الطبيعي مقارنة العمل الدرامي بالأدبي، خصوصًا من قراء العمل الروائي. 

يمكن التأكيد على أن النسخة التي كتبها "بن فانستون" وأخرجها "سام ميلر"، حافظت على أصل الحدوتة، وقدمت منظور بصري يحاكي الرواية وعالمها، وكانت مخلصة لتفاصيل الفندق. حتى أن البداية هي ذاتها في العملين، محكمة بلشفية والكونت ألكسندر يتعرض للمساءلة، ومن ثم الحكم عليه بالإقامة الجبرية. 

تتفوق الرواية من ناحية المونولوج الداخلي لروستوف، ما أتاح فهم عمق مشاعره، واضطرابه في أول المرحلة الجديدة، في حين يتم اختزال أحاسيس كثيرة بواسطة عيني الممثل إيوان في المسلسل. 

رغم عدد الحلقات القصيرة، يطرح العمل التلفزيوني شخصيات عديدة، وجديدة، طوال الوقت ما يغني عملية السرد، وهذا سبب مهم لعدم شعورنا بالغربة عن عمل تاولز.

كما أن هناك التزام بما تناوله الأخير من مواضيع، وخطوط، لها صلة بالحرب، والموت، والانكسار، والفرح والحب... والفكرة الرئيسية للقصة، وهي اكتشاف المعنى وسط كل الصعوبات، والقيود التي واجهت الكونت، خلال مدة سجنه التي تجاوزت 30 عامًا. 

تكبر نينا تغادر وتتزوج، ثم تعود للتخلي المؤقت عن ابنتها صوفيا، واللحاق بزوجها إلى معسكر في سيبيريا. لكن تموت نينا ونشاهد جثتها لثوانٍ خلال حوارٍ عنها، في مقبرة جماعية.

بهذه النقطة يتفوق المسلسل على الرواية. أيضًا النغمات والموسيقى الكلاسيكية تضفي عنصر جمالي كلغة غير المنطوقة، تعبر عن الخوف والترقب والأمل، وبالطبع لا يمكن أن تدخل الموسيقى وتتمازج مع الكلمات المكتوبة في الكتاب. 

تشترك الدراما مع الرواية في إبراز أهمية ثلاث نساء بحياة ألكسندر إيليتش روستوف -آنا ونينا وصوفيا- وتأثيرهن على شخصيته، في نواحي، وفترات مختلفة. وأيضًا عرض مكامن ضعفه، وقوته. أمّا جدته فالحديث عنها جاء مقتضب في المسلسل. ومن النقاط المختلفة بين الرواية والمسلسل، أن الأخير روته شخصية صوفيا، التي ظلت مجهولة كراوية حتى الحلقة الخامسة. 

في العمل الأدبي يكون الكونت أكثر تفاؤلاً للقادم، في حين أن العرض يظهر الحذر والخوف المسيطرين على قراراته. 

ذو صلة

في النهاية لا يسعنا القول إلا إن "A Gentleman in Moscow"، عمل درامي متميز، بالسرد الإنساني العميق، نجح في إيصال رسالة الرواية، وبأن أفعالنا وخياراتنا دائمًا ما تكون بداية لشيء في المستقبل، ولو تجبرت الدنيا، يجب التحلي بالصبر والأمل، والبحث عن الضوء مهما اشتد سواد ليل مصائبنا. 

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة