معالجة السرطان بالجراحة.. مصر القديمة تُعيد كتابة تاريخ الطب

في تطور مثير يُعتبر بمثابة علامة بارزة في تاريخ الطب، كشفت دراسة حديثة عن دلائل تُشير إلى أن الأطباء المصريين القدماء قد حاولوا معالجة السرطان بالجراحة قبل أكثر من 4000 عام. هذا الاكتشاف الذي تم تحليله باستخدام التقنيات الحديثة كالمجهر الرقمي والتصوير المقطعي المحوسب (CT)، يأتي من جمجمة عُثر عليها في مجموعة مختبر داكوورث بجامعة كامبريدج في المملكة المتحدة.

تعود الجمجمة المسجلة تحت رقم 236 إلى رجل توفي وهو في الثلاثينيات من عمره، وتظهر العلامات الواضحة للقطع حول الأورام على سطح الجمجمة استخدام أدوات معدنية حادة في محاولة لإزالة هذه "النتوءات"، مما يدل على محاولة لعلاج السرطان أو فحصه بدقة بعد الموت.

تكشف هذه النتائج عن مستويات متقدمة من المعرفة الطبية في مصر القديمة، حيث لم تقتصر العلاجات على الأعشاب التقليدية بل تعدتها إلى إجراءات جراحية معقدة. وقد سلطت الدراسة التي نُشرت مؤخرًا في مجلة "Frontiers in Medicine" الضوء على هذه المعرفة الطبية، مما يوفر فهمًا أعمق لتاريخ الطب في مصر القديمة ويقدم دلائل علمية قوية تبرز خبراتهم في مجالات الجراحة والطب الباثولوجي.

يُعيد هذا الاكتشاف تقييم فترة مهمة في تاريخ الطب، ويُبرز أيضًا الدور الذي لعبته مصر القديمة في تطور الطب الإنساني. كما يؤكد الاكتشاف أن السرطان كان حاضرًا بقوة ومعترفًا به في السجلات الطبية المصرية منذ آلاف السنين، مما يُظهر عمق الفهم الطبي لدى القدماء المصريين.