عاشت خمسة آلاف سنة.. تعرف على أقدم شجرة على وجه الأرض

تعتبر الأشجار مؤشرات طبيعية لتاريخ البيئة المحيطة بها، حيث يمكن للعلماء قياس عمرها بفحص الحلقات الموجودة في جذوعها، على سبيل المثال فإن شجرة البلوط الجنوبية في فلوريدا المعروفة بـ"الشجرة الكبيرة" التي تجاوز عمرها 400 عام، استطاعت أن تنجو من ثلاث صواعق وعدة أعاصير وما زالت تحتفظ بصحتها، مما دفع بعض المنظمات في ميشيغان لمحاولة استنساخها.

وتُصنّف أشجار الصنوبر المعروفة بـ"بريستلكون" (Bristlecone) المتواجدة في جبال وايت بكاليفورنيا كأقدم الأنواع عالميًا وفقًا لموسوعة جينيس للأرقام القياسية، وتُعرف هذه الأشجار بقدرتها على العيش لآلاف السنين، حيث تُظهر "ميثوسيلة" Methuselah أحد أشجار هذا النوع، كونها الشجرة الحية الأقدم في العالم ويصل عمرها إلى حوالي 5000 سنة، وفق ما أفاد به خبراء خدمة الغابات الأمريكية.

اكتشف عالم دراسة الأشجار إدموند شولمان هذه الشجرة عام 1957 وأطلق عليها اسم "ميثوسيلة"، نسبةً إلى شخصية توراتية يُقال إنها عاشت لأكثر من 900 عام. وفي حادثة سابقة لذلك، قام جغرافي في عام 1964 بقطع شجرة أخرى قديمة تُدعى "بروميثيوس" بإذن من خدمة الغابات، لكن العلماء لم يدركوا أن عمرها كان حوالي 4900 عام إلا بعد قطعها.

أشجار بريستلكون تمتاز بقدرتها على تحمل الظروف البيئية الصعبة كالبرودة الشديدة، والرياح القوية، والتربة الجافة، وذلك بفضل تكيفها مع نظام جذري يغذي أجزاء محددة من الشجرة، وعند موت جذر معين يموت فقط الجزء المرتبط به من الشجرة، بينما تستمر الأجزاء الأخرى في النمو.

ما زالت "ميثوسيلة" حية حتى اليوم وتقع في غابة إنيو الوطنية بين جبال سييرا نيفادا في كاليفورنيا وحدود نيفادا، حيث تحافظ خدمة الغابات الأمريكية على سرية موقعها لحمايتها من الضرر والتخريب. ومع ذلك، يشكل تغير المناخ تهديدًا مستمرًا لبقاء أقدم الأشجار في العالم بسبب الحرارة الشديدة والجفاف المتزايد وزيادة حرائق الغابات.