عقدت شركة تسلا "Tesla" مؤخرًا اجتماع المساهمين لعام 2024، والذي يمثل محطة هامة في مسيرتها نحو تطوير الروبوتات المتقدمة. خلال الاجتماع، كشف إيلون ماسك عن تحديثات جديدة ومذهلة للروبوت البشري Optimus Gen 2. حيث يتراوح سعر هذا الروبوت بين 10,000 و20,000 دولار، ومن المتوقع أن يحدث ثورة في سوق العمل ويعزز قيمة تسلا السوقية إلى مستويات غير مسبوقة.

ويتميز الروبوت Optimus بخصائص هندسية متقدمة تشمل 22 درجة حرية في يديه، مما يمنحه مرونة ميكانيكية تمكنه من أداء مهام دقيقة تحاكي قدرات اليد البشرية، مثل عزف البيانو.

وبفضل الذكاء الاصطناعي المبتكر، يمكن للروبوت Optimus Gen 2 فهم وتوقع احتياجات المستخدمين، مما يجعله قادرًا على التكيف مع بيئات وتفضيلات مختلفة. كما يتميز بإمكانية تخصيص الشخصية والصوت، وقادر على تنفيذ ما يصل إلى 70 مهمة، مع محاكاة دقيقة لقدرات اليد البشرية.

وبفضل مميزاته، من المتوقع أن يُحدث إدخال الروبوت Optimus تحولاً في سوق العمل العالمي. حيث يمكنه أداء مهام تقليدية يقوم بها البشر، مما قد يقلل من قوة العمل في تسلا بنسبة 60% بحلول عام 2030. وعلى الرغم من أن هذا التحول قد يؤدي إلى فقدان وظائف، إلا أنه يخلق أيضًا فرصًا جديدة في مجالات التصنيع وتطوير تكنولوجيا الروبوتات.

أما من حيث التكلفة، تُقدر تكلفة إنتاج الروبوت Optimus بحوالي 10,000 دولار، بينما تخطط الشركة لاستخدام تقنيات الإنتاج الضخم لخفض التكاليف بشكل كبير. في البداية، ستكون الروبوتات متاحة للإيجار، مع توقع بدء المبيعات الواسعة بين عامي 2028 و2030. حيث يهدف هذا النهج المرحلي إلى جعل التكنولوجيا متاحة مع ضمان الكفاءة من حيث التكلفة.

كما تسعى تسلا إلى دمج التكنولوجيا المستخدمة في السيارات في هذه الروبوتات، مما يعزز الكفاءة والوظائف. تضع هذه الخطوة الاستراتيجية تسلا في مقدمة صناعة الروبوتات، مع إمكانية الاستحواذ على حصة سوقية كبيرة خلال 10-15 سنة المقبلة.

وعلى الرغم من الإمكانيات الهائلة للروبوت Optimus، تواجه تسلا تحديات عدة في تحقيق هذه التكنولوجيا على أرض الواقع. حيث تشمل هذه التحديات تطوير سلسلة توريد لمكونات متخصصة وتحقيق الإنتاج الضخم على نطاق واسع.

ومن جانبهم، عبر الخبراء عن آراء متباينة بشأن إمكانية تحقيق الجدول الزمني الطموح لماسك، لكن سجل تسلا يشير إلى إمكانية تجاوز هذه العقبات.

ومن الجدير بالذكر أنه فيما تواصل تسلا استكشاف هذا المجال الجديد، قد تواجه تحديات قانونية ومالية مرتبطة بحزمة تعويضات ماسك. ومع ذلك، فإن التركيز الاستراتيجي للشركة على الروبوتات والذكاء الاصطناعي، يتجاوز السيارات الكهربائية، مما يضعها في موقع جيد لتحقيق النجاح طويل الأمد في هذه الصناعة الناشئة.

ويُذكر أيضًا أن الروبوت Optimus من تسلا يمثل تقدمًا تكنولوجيًا كبيرًا يمكن أن يعيد تشكيل مستقبل العمل والصناعة. فبفضل ميزاته المتقدمة وإنتاجه الفعال من حيث التكلفة وقدرته على تحويل سوق العمل، يُتوقع أن يكون لـ Optimus تأثير دائم على الاقتصاد العالمي. وبينما ينتظر العالم بفارغ الصبر انتشار هذه الروبوتات على نطاق واسع، تواصل تسلا الابتكار، ممهدة الطريق لمستقبل يتعاون فيه البشر والآلات لتحقيق مستويات غير مسبوقة من الكفاءة والإنتاجية.